رئيس الوزراء الفرنسي السابق: المجتمع الدولى «مُنوم معناطيسياً» في مواجهة «داعش»

كتب: أيمن عبد الهادي الخميس 18-09-2014 15:38

شبه رئيس الوزراء الفرنسى السابق، دومينيك دو فيليبان، رد الفعل الدولى على التهديد الذي يمثله تنظيم «داعش» بما حدث قبل الحرب العالمية الأولى في 1914.

ووصف أعضاء الجماعة الدولية بـ«النائمين مغناطيسياً» مقتبساً الوصف، الذي أطلقه مؤرخ بريطانى على القوى الأوروبية العظمى، التي سعت بإصرار نحو الحرب، التي وقعت بداية القرن الماضى، وخلفت 9 ملايين قتيل.

وأشار السياسى الفرنسى، في مقال نشرته صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، الأربعاء، بعنوان «النائمون مغناطيسياً يعودون في العراق» إلى إن الاجتماع الذي شهدته باريس، الإثنين الماضى، وضم دولاً أوروبية وشرق أوسطية لمناقشة مسألة «داعش» يعطى مثل هذا الانطباع لأن المشاركين فيه يكررون التجربة نفسها ولا يستطيعون الخروج منها.

وقال: «بالرغم من الفشل، الذي شهدته كل العمليات العسكرية منذ 2001، وبالرغم من أن (داعش) ما هي إلا نتيجة لهذه الاستراتيجيات العقيمة، يستمرون في التفكير في القيام بالعمليات نفسها وعقد التحالفات نفسها»، مُذكراً بالوضع في أفغانستان التي بلا رئيس وبالعراق، 2003، وبليبيا التي أصبحت منطقة لا يحكمها القانون.

وأضاف: «هم منومون مغناطيساً لأنهم غير قادرين على مقاومة ضغط الرأى العام وتدفق الصور الكابوسية، يضربون لإثبات أنهم يمتلكون ضميراً متيقظاً» ولكى لا يتركون البربرية بلا عقاب ولكن، يتساءل دوفيلبان، أي معنى سيحمله ذلك لو أوجد دعوات أخرى لعشرات المتشددين باسم الله».

ويتابع: «هم منومون مغناطيسياً لأنهم لا يجدون من يوقظهم ويقدم لهم الدليل ويرفع صوته ليقول لهم إنهم يركضون مرة أخرى باتجاه الحائط».

وقال رئيس الوزراء الفرنسى تعليقاً على الدور الذي ينبغى أن تلعبه فرنسا «حان وقت الانتباه قبل أن نغرس أنفسنا أكثر وأكثر في كابوس الشرق الأوسط، ولنتجنب إضافة فشل جديد لقائمة الفشل الطويلة».

واعتبر أن اللجوء إلى الحل العسكرى كحل وحيد يعنى غياب الاستراتيجية: «لا نذهب إلى الحرب كى نمحو العدو ولكن لكسب نقاط قوة لصالح السلام»، وحذر من أن هذه الحرب قد توجد دعماً من بعض القطاعات السنية لتنظيم «داعش» كرد فعل وستتولد ما سماه دعوات تشير إلى أن ما يحدث هو «تضحية بالسكان السنة» التي سيرددها من يدعم التنظيم بحجة أنهم يتعرضون للمهاجمة من الجميع قوات التحالف، الشيعة، الأكراد والغربيين وأنهم «وحدهم الذين يدافعون عن السكان السنة».

وأضاف أن خيار التدخل ليس هو الخيار الوحيد لأنه من الممكن «خنق (داعش) سياسياً»، حسب تعبيره، وأكد أن التحدى حالياً يتمثل في إيجاد استراتيجية سياسية برؤية طويلة المدى تستند إلى دعم عسكرى يتحدد بطبيعة الأهداف المطلوبة.

لافتاً إلى أن تنظيم ما يعرف بـ«داعش» لا هو دولة ولا هو إمبراطورية دينية وليدة إنما هو فاعل وصولى، ومقاول حرب استخدم العقيدة فى سوق واسعة من الكراهية والعنف.

وتابع: التنظيم يهدف إلى زيادة ما يحصل عليه من منافع، وأعداد من ينتمون إليه وسيطرته الميدانية وهو يتوسع بتكتيكات أقل كلفة ويتجنب المواجهات شديدة الصعوبة، ويركز على الخصوم الأكثر ضعفاً، الجيش العراقى في الأراضى السنية أو الجيش السورى الحر في سوريا.

وطالب دوفيليبان بضرورة تبنى استرايجية فعالة لمحاصرة التنظيم ومنع تقدمه عبر دعم قدرات الأردن وكردستان والجيش السورى الحر مع فتح حوار مع القبائل السنة وفك أي ارتباط لها مع التنظيم ومنحها مكاناً في التنظيم الإدارى والأمنى للدولة العراقية وكذلك ضرورة تقليل الفجوة بين السعودية وإيران من خلال عقد مؤتمر إقليمي يقدم ضمانات أمنية حقيقية في مواجهة الأطراف المنتفعة لأن تنظيم «داعش»، حسبه، هو نتاج أيضاً لأفكار تتحرك من خلالها، ونتيجة للتنافس والمخاوف المتكررة من بعض دول المنطقة في الخليج مثل السعودية وقطر، وأفكار بعض التيارات في تركيا ذات أولويات أخرى تتعلق تحديداً بالمسألة الكردستانية.

ودعا أيضاً إلى مشاركة أطراف دولية أخرى في مواجهة هذا النوع من التهديدات مثل الصين وروسيا والاتحاد الأفريقى.