ضحايا «جيش الرب» الأوغندي يحملون آثار الحرب والسنين

كتب: الأناضول الثلاثاء 16-09-2014 14:19

رغم انتهاء الصراع بين الحكومة الأوغندية وجيش «الرب» في الجزء الشمالي من البلاد، عام 2006، بعد 20 عاما من القتال، إلا أن عددًا من ضحايا «المتمردين» السابقين مازالوا يحملون آثار الحرب.

وبدون الجزء العلوي من شفتيه، وأنفه وأذنيه ويديه، استرجع اشولا جون (29 عاما)، كيف انفتح باب بيته على مصراعيه في قرية جلجيل في إقليم أشولي في منتصف الليل، واقتيد من سريره عنوة.

وقال أشولا: «اقتحموا باب منزلي، وجذبوني للخارج»، مضيفا «كنت أسمع شخصا يصيح: إنه جندي حكومي»، ولم تجد مناشداتي الإنسانية أذانا صاغية.

ومضى قائلا: «ظلوا يرددون أني جندي مسؤول عن مقتل أحد زملائهم»، وتابع وهو يعتصره الألم «قام المتمردون بعد ذلك بربط يدي خلف ظهري، وباستخدام سكين، بدأ المتمردون في قطع شفتي العليا، أنفي ثم أذني».

عندها، صاح أشولا من الألم، واعتراه أمل أن تنتهي معاناته سريعا برصاصة في الرأس أو الظهر، كما رأى في عديد من الحالات المماثلة.

لكن ما حدث كان نقيض ذلك، إذ قال أشولا «الجندي (المتمرد) فك قيد يدي، ورفع فأسه إلى أعلى... قطع يدي اليسرى أولا ثم اليمنى».

وبعيد ذلك، أمر المتمردون 3 من القرويين بالذهاب بأشولا إلى أقرب قاعدة عسكرية.

وقال أشولا في هذا الإطار: «أخبروا زملائي القرويين بأنه يجب أن يخبروا قوات الدفاع الشعبي (الجيش الرسمي) بأن (المتمردين) لا يريدون أي جندي هنا (في أشولي)».

وشهدت أوغندا كما هائلا من انتهاكات حقوق الإنسان خلال الصراع الذي بدأ في 1986 واستمر حتى هروب قائد جيش الرب إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة».

وأمضى جون أشولا شهورًا من العذاب والألم في مستشفى كيتجوم الحكومي.

واسترجع جون تلك اللحظات قائلا: «أمضيت على أحد أسرة المستشفى 4 أشهر.. ظروف العلاج لم تكن الأفضل، لكنها كانت كل ما يمكنني الحصول عليه».

وأصبح أشولا بعد فترة العلاج غير قادر على العودة إلى دراسته، بعد أن شوهه جيش «الرب»، إلا أنه تزوج بعدها بفترة ورزق بـ4 أطفال؛ بنتين وولدين.

زوجته التي تدير عملا خاصا صغيرا لخبز الكعك، هي المعيل الوحيد للأسرة.

هنا قال جون «الأمر صعب جدا، لأني لا أعمل»، مضيفا «لذلك تكافح زوجتي لبيع بعض الكعك لنبقى على قيد الحياة».

وشهدت أوغندا كما هائلا من «انتهاكات حقوق الإنسان» خلال الصراع الذي بدأ في 1986 واستمر حتى هروب قائد جيش الرب البلاد إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة، في 2006.

راكارا ريتشارد (42 عاما)، يتحدث بالكاد، وإذا خرج صوته، فإن حديثه يكون أقرب للهمس.

وتثير الندوب التي تعلو وجه ريتشارد، العجب من قدرته على البقاء حيا خلال الفترة الماضية، فوجهه الطويل البيضاوي، يضم حفرة عميقة بين عينه اليمنى وأنفه.

وقال ريتشارد وهو يشير إلى أنفه، «وجه المتمردون البندقية إلى حلقي، وعندما شرعوا في إطلاقها، أصابتني الرصاصة هنا، وتركوني أصارع الموت».

وبدون زوجة أو أطفال لدعمه، يعتمد ريتشارد بشكل كامل على خالته للبقاء على قيد الحياة.

وجيش الرب هو حركة تمرد مسيحية مسلحة ترجع جذورها إلى امرأة تدعى أليس لاكوينا. وفي ثمانينيات القرن العشرين اعتقدت لاكوينا أن الروح المقدسة خاطبتها وأمرتها بالإطاحة بالحكومة الأوغندية لما تمارسه من ظلم وجور ضد «شعب أشولي».

وبالفعل تأسس جيش الرب كمعارضة أوغندية من قبائل الأشولي في الثمانينيات وبالتحديد عام 1986 على يد جوزيف كوني وهو نفس العام الذي استولى فيه الرئيس يوري موسيفيني على السلطة في كمبالا.

واستندت الحركة في تحركها على دعاوى بإهمال الحكومات الأوغندية للمناطق الواقعة شمال أوغندا.

وهدف جيش الرب إلى الإطاحة بنظام موسفيني، فضلا عن إقامة نظام ثيوقراطي (حكم ديني) يتأسس على الكتاب المقدس/ العهد الجديد والوصايا العشر.