تمكن الأهلي من تحقيق لقب كأس السوبر، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من فقدانه بركلات الجزاء، وعمق من جراح الغريم الزمالك وأكد العقدة الحمراء بجانب احتفاظه بكأس السوبر مرة أخرى.
ولكن المباراة في دقائقها التسعين انتهت سلبًا ولم يقدم الأهلي رغم الفوز في النهاية الكثير خلال المباراة، فظهر الأداء باهتًا بعض الشيء، وإن كانت أفكار المدرب جاريدو قد بدأت في الظهور بشكل ملحوظ على أداء الفريق في انتظار نضج اللاعبين واعتيادهم عليها.
ونرصد لكن بعض النقاط السلبية منها والإيجابية التي ظهرت على أداء الأهلي:
- الحسامين غالي وعاشور:
واصل ثنائي خط وسط الأهلي في تقديم مستويات متدنية مرة أخرى، وتسببا كثيرًا في فقدان الأهلي للسيطرة على خط الوسط، خاصة حسام غالي الذي كاد يتسبب في هدف عكسي في مرمى الأهلي بعد فقدانه للكرة بسهولة على حدود منطقة جزاء فريقه.
ورغم التحسن الملحوظ في أداء الثنائي في الشوط الثاني إلا أن الأداء لم يرتق إلى المستوى المعروف عنه للاعبين، وهو ما كلف الأهلي كثيرًا في المباراة.
- محمد رزق:
كان هو خط وسط الأهلي فصال وجال يمينًا ويسارًا متحركًا للخلف والأمام ومغطيًا على سوء مستوى زملائه في خط الوسط، فاستحق أن يكون أحد أفضل لاعبي الأهلي في المباراة بعد سعد سمير، وكاد اللاعب أن يحرز هدفًا رائعًا من تسديدة على الطائر بعد استلام رائع، ولكن الحارس الشناوي كان لها بالمرصاد.
وسيكون «رزق» أحد أوراق الأهلي الرابحة ونجومه في المواسم المقبلة، إن استمر على أدائه الحالي وعمل على تطويره، خاصة في الشق البدني الذي انخفض بشكل ملحوظ في الدقائق الأخيرة من المباراة.
- مشكلة صناعة اللعب:
اعتمد الأهلي طوال التسعين دقيقة على الكرات الطولية الأمامية من الدفاع إلى ثلاثي الهجوم صلاح الدين وعمرو جمال ووليد سليمان، والتي كانت سهلة في متناول دفاعات الزمالك طوال أحداث المباراة.
وفشل الأهلي في إيجاد حلول أخرى إلا بعض العرضيات من باسم ورحيل بدون خطورة تذكر، وحل وحيد من تمريره من خلف دفاعات الزمالك لعبدالظاهر في الدقائق الأخيرة وأخطر فرص اللقاء التي تصدى لها الحارس الشناوي.
ووضح على أداء الأهلي تأثره بغياب صانع اللعب الحقيقي، وهو الدور الذي كان يقوم به محمد أبوتريكة سابقًا، والمتوقع أن يقوم به الغائبين عبدالله السعيد ومحمد فاروق.
وظهر خط دفاع الأهلي وخط الهجوم منعزلين عن خط الوسط بسبب غياب اللاعب القادر على الربط بينهم طوال التسعين دقيقة، وهو الدور الذي كان من المفترض أن يقوم به حسام غالي، لكن ابتعاده عن مستواه في الفترة الحالية اثر بشكل كبير على الأداء العام للأهلي.
ورغم وجود رمضان صبحي على دكة البدلاء وقدرته على اللعب في ذلك المركز، والذي نجح فيه خلال مشاركاته القليلة الموسم الماضي، إلا أن جاريدو فضل الدفع به في الشوط الثاني كجناح أيسر ولم يظهر اللاعب بالخطورة المنتظرة سوى بتمريره وحيدة في الهجمة الوحيدة التي كان متواجدًا فيها بقرب منتصف الملعب.
- خط الدفاع عشرة على عشرة:
قدم ثنائي الدفاع في الأهلي مباراة كبيرة خصوصًا سعد سمير، والذي كان نجم اللقاء الأول واستطاع بقوته وتركيزه طوال أحداث المباراة إبعاد الخطورة عن مرمى شريف إكرامي بجانب نجاحه في القضاء على خطورة مهاجم الزمالك عبدالله سيسية حتى خروجه ومن بعده خالد قمر بجانب محمد نجيب الذي لم يكن عليه الكثير من الضغط الهجومي في مباراة اليوم ولكنه تألق في اللقطات القليلة التي ظهر فيها.
كما كان «سمير» هو صمام الأمان في مباراة اليوم بتصليحه لأخطاء زملائه في خط الوسط فيما كانت أطراف الملعب باسم ورحيل الدفاعية جيدة بشكل كبير، وقضت على خطورة أجنحة الزمالك مما تسبب في ابتعاد مهاجمي الزمالك عن مستواهم في المباراة.
إضافة إلى ذلك كان الرباعي الدفاعي هو أفضل المسددين في ركلات الجزاء الترجيحية والتي آلت في النهاية إلى الأهلي.
- الهجوم مفكك:
لم يكن ابتعاد خط الوسط عن الهجوم أحد أسباب غياب الخطورة من مهاجمي الأهلي على مرمى الزمالك فقط، بل أيضا ظهر التفكك وعدم التفاهم بين الثلاثي الهجومي صلاح الدين وعمرو جمال ووليد سليمان.
ووضح عدم التفاهم بين الثلاثي في الكثير من الكرات خاصة في الشوط الأول مع كثرة التمريرات السيئة والتمركز الخاطئ بجانب التحرك بدون تمرير من الزميل في الكثير من الكرات.
إضافة إلى ذلك أثر ابتعاد عمرو جمال عن مستواه في إضاعة بعض الفرص خلال الشوط الأول، كانت كفيلة بتغير مجريات اللعب مع استمرار فصول مسلسل الهبوط المستمر في مستوى اللاعب وعدم التركيز خلال الفترة الماضية.
وظهر صلاح الدين الأثيوبي تائها في مركز الجناح حتى خروج عمرو جمال وتحوله إلى مهاجم وحيد، ولكن الإرهاق كان قد تمكن منه ولم يستطع الظهور بالشكل المطلوب.
فيما كان وليد سليمان الأفضل في التحركات بكرة وبدون كرة طوال أحداث اللقاء ولكن غياب الدعم من زملائه جعل جهده بدون فائدة.
ومع نزول رمضان صبحي وأحمد عبدالظاهر ظهرت بعض ملامح الخطورة لهجوم النادي الأهلي كانت تسفر عن هدفين لولا تألق حارس الزمالك أحمد الشناوي.
- الثقة في الفوز لم تغب للحظة:
كان من الواضح الثقة على لاعبي وجهاز الأهلي الفني طوال المباراة بداية من «بدلة جاريدو» الجاهز للاحتفال مرورًا بالثبات النفسي الكبير الذي كان ظاهرًا على لاعبي الأهلي بعد التأخر بهدفين نظيفين في ركلات الجزاء والفشل في التسجيل من أول محاولتين.
ثقة كبيرة في الفوز أدت إلى عودة الفريق في ركلات الترجيح مع ثبات وتألق شريف إكرامي والرغبة في الفوز والتي انعكست بالسلب على لاعبي الزمالك الذين بدئوا بثقة كبيرة قبل أن تهتز وتنهار تدريجيا مع أول ركلة أضاعوها ليذهب الفوز والكأس في النهاية إلى النادي الأهلي.