سياسة السيسي الخارجية في 100 يوم: 5 زيارات وإفريقيا تحتل الصدارة

كتب: نيفين العيادى الأحد 14-09-2014 23:57

مع مرور 100 يوم على تولي عبدالفتاح السيسي رئاسة البلاد، عكست جولاته الخارجية مدى أهمية العمق الإفريقي في سياسة مصر الخارجية، والعمل على إعادة الدور المصري في القارة السمراء، من خلال الزيارات الـ3، التي قام بها للجزائر والسودان وغينيا الإستوائية، من إجمالي زيارته الـ5، التي قام بها خلال تلك المدة.

وسعى الرئيس من خلال زيارته للسعودية، للتأكيد على أهمية ومحورية الدائرة العربية وتحديدًا دور الرياض الداعم الرئيس لمصر على طول الخط، كما سعى للتأكيد على ضرورة الانفتاح على دول العالم وتعزيز العلاقات مع كل الدول، وهو ما اتضح من خلال زيارته للدب الروسي، الذي أعلن تضامنه وتأييده لخارطة الطريق.

ويرصد هذا التقرير المحطات الـ5 في سياسة مصر الخارجية عقب 100 يوم على تولي السيسي، رئاسة البلاد:

المحطة الأولى: الجزائر عكس المتوقع

رغم أن الجزائر احتلت المحطة الأولى في جولات السيسي الخارجية، إلا أنها جاءت على خلاف ما توقعه المصريون منه، لاسيما وأنه وعد عندما كان مرشحًا للرئاسة خلال حواره بأحد البرامج التليفزيونية بأن تكون السعودية أولى زيارته.

وجاءت زيارة السيسي، للجزائر، التي تعد أول زيارة لرئيس مصري لها منذ 5 سنوات، لتأكد على خصوصية العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل التصريحات، التي نفاها السيسي خلال فترة الدعاية في انتخابات الرئاسة، والخاصة بأن الجيش المصري قادر على اجتياح الجزائر في 3 أيام.

وهدفت الزيارة، التي استغرقت يومًا واحدًا، إلى تعزيز مكانة مصر الإفريقية من خلال بحث الرئيسين المصري والجزائري تطور الأوضاع في المنطقة لاسيما ليبيا والعراق وسوريا والقضية الفلسطينية، والوضع في منطقة الساحل والصحراء، خاصة مالي، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالغاز الجزئري.

المحطة الثانية: غينيا الإستوائية والقمة الإفريقية الـ23

جاءت مشاركة الرئيس المصري في أعمال الدورة الـ 23 لمؤتمر القمة الإفريقية، التي عقدت في 26 يونيو الماضي، تحت شعار «عام 2014 للزراعة والأمن الغذائي»، للتأكيد على عودة مصر للقارة الإفريقية من خلال ممارسة أنشطتها في الاتحاد الإفريقي، التي سبق وأن جمدت عقب إزاحة الإسلاميين عن الحكم.

وخلال مؤتمر القمة الإفريقية، أعلن السيسي إنشاء الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في أفريقيا، في حين رحب الحاضرون بعودة مصر للاتحاد.

كما تناولت الزيارة تعزيز العلاقات الثنائية مع غينيا الإستوائية، خاصة في ظل تواجد أحد أذرع مصر الناعمة الممثلة في شركة المقاولون العرب، وتفقد الرئيس مشروع «فيش تاون» السكني، الذي نفذته الشركة.

المحطة الثالثة: السودان وصحة البشير

حظت السودان بأهمية كبيرة، حيث قام الرئيس بزيارتها يوم 28 يونيو الماضي، لاسيما في ظل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين من خلال ما أكد عليه الرئيس السيسي بأن السودان جزءًا من مصر، والذي يؤكد مدى إدراك الجانب المصري لمحورية السودان.

وهدفت زيارة السيسي للسودان إلى الاطمئنان على صحة الرئيس عمر البشير، وتهنئته بنجاح العملية الجراحية، التي أجراها مؤخرًا من ناحية، ومناقشة تطور أوضاع المنطقة خاصة ما يتعلق بليبيا وسوريا والعراق وجنوب السودان، فضلاً بحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، ومبحث ملف أزمة سد النهضة، حسبما أشار أسامة شلتوت، سفير مصر بالخرطوم.

المحطة الرابعة: السعودية الداعم الرئيس لمصر

ونتيجة لدعم السعودية مصر ماديًا ومعنويًا عقب 30 يونيو، كان من الطبيعي أن تحظى بزيارة الرئيس المصري في 10 أغسطس الماضي، حيث بحث مع نظيره السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الأوضاع الإقليمية خاصة غزة وسوريا والعراق، فضلاً عن مكافحة الإرهاب، واتفق الجانبان على العمل معًا للنهوض بالأمتين العربية والإسلامية، وتحقيق حلم التكامل والتضامن وتعزيز العمل العربي المشترك، ونشر قيم الإسلام الوسطية، كما تناولت المباحثات تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في جميع المجالات.

وخلال الزيارة، منح العاهل السعودي السيسي قلادة «الملك عبدالعزيز»، التي تمنح لكبار قادة وزعماء دول العالم الصديقة تكريما له وللشعب المصري، وأعرب الرئيس عن شكره وتقديره لخادم الحرمين واعتزازه بهذا التكريم.
كما أدى السيسي خلال تواجده بالسعودية، مناسك العمرة، وسط إجراءات أمنية مشددة.


المحطة الأخيرة: السيسي في ضيافة بوتين

لاقت زيارة السيسي لموسكو في 11 أغسطس الماضي، ترحيبًا واسعًا، فمع دخول الطائرة الرئاسية، التي تقل السيسي والوفد المرافق له المجال الجوي الروسي، كان في استقبالها سرب من الطائرات الحربية الروسية، التي اصطحبت الرئيس المصري إلى مطار سوتشي، وكان في استقباله وزير الخارجية، سيرجي لافروف.


وتفقد السيسي مع لافروف عددًا من المعدات والتقنيات العسكرية «الدبابة تى 72» وعددًا من العربات ناقلة الجند، داخل ساحة المطار.
والتقي السيسي بالرئيس الروسي، فلادمير بوتين، وبحثا عددًا من القضايا العربية والإقليمية، وأكد الجانبان على ضرورة التوصل إلى تسوية للقضية الفلسطينية وفقًا للمرجعيات الدولية، وأهمية وحدة العراق والأراضي الليبية، وتكاتف الجهود وتكثيف التعاون لمكافحة الإرهاب .
كما بحثا العلاقات الثنائية، وقال السيسي: «تناولنا سويًا أطر التعاون في المزيد من المجال، لاسيما المجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري الذي غلب على المباحثات، خاصة بالنسبة لإقامة منطقة صناعية روسية في مصر لتكون مكملة لمشروع قناة السويس الجديدة».

كما تطرقت المباحثات الثنائية إلى ضرورة تعزيز التعاون العسكري، والتعاون في مجالي السياحة والطاقة، فضلاً عن بحث نفاذ الصادرات الزراعية المصرية إلى روسيا، وقال بوتين إنه اتفق مع نظيره المصري على إقامة علاقات بين مصر والاتحاد الجمركي، الذي يضم بجانب روسيا كل من كازاخستان وبيلاروسيا.

وعلى هامش الزيارة، زار الرئيسان الطراد الصاروخي «موسكفا»، الذي يحمل على متنه المنظومة الصاروخية المضادة للجو «اس- 300»، كما زارا المعلب الأولمبي «إيسبرج» في القرية الأولمبية، فضلاً عن جلوسهما في مقهي بمنتجع روزا بسوتشي.