أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة فى «حرب» ضد تنظيم «داعش»، منهيا بذلك الجدل حول توصيف الاستراتيجية التى أعلنها الرئيس الأمريكى باراك أوباما، للقضاء على التنظيم المتطرف، فى الوقت الذى نفى فيه وزير الخارجية الأمريكى التقارير التى تتحدث عن استجابة فاترة من جانب الدول العربية لجهوده الرامية إلى تشكيل تحالف موسع لمواجهة التنظيم، وقال، خلال زيارته تركيا، الجمعة، إنه «راض للغاية عن استجابة السعودية وآخرين»، وأضاف أنه على ثقة من قدرة الولايات المتحدة على بناء تحالف دولى واسع من دول أوروبية وعربية.
وقال أوباما إنه يريد من أجل «الحرب بلا هوادة» ضد «داعش» أن يستلهم العمليات التى جرت فى الصومال، والتى توجت بمقتل أحمد عبدى «جودان»، زعيم حركة الشباب الإسلاميين الصوماليين، مطلع الشهر الجارى، بما يعنى الاستعانة بالطائرات بدون طيار أو المقاتلات الحربية لشن غارات على مواقع تنظيم «داعش»، وحسب خبراء أمريكيين، فإن تلك الحملة يمكن أن تنتهى بإسناد مهام دقيقة لقوات خاصة على الأرض، مع تفعيل دور الاستخبارات واعتراض الاتصالات ومراقبة الأقمار الصناعية وتجنيد القبائل ضد المسلحين.
وبعد أن أعلن كيرى أن الولايات المتحدة لا تشن «حربا» ضد تنظيم «داعش»، بل «عملية واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب»، أكد البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، بعد ضغوط لإزالة أى التباس حول موقف الرئيس الأمريكى، أن واشنطن فى حالة حرب ضد «داعش».
وقال جوش ارنست، المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية، إن «الولايات المتحدة فى حرب ضد التنظيم تماما كما هى فى حرب ضد تنظيم القاعدة وحلفائه فى العالم»، موضحا أن الاستراتيجية الأمريكية مختلفة عن الحروب السابقة فى العراق وأفغانستان.
بدوره، أعلن الأميرال جون كيربى، المتحدث باسم وزارة الدفاع، أن الولايات المتحدة لا تخوض الحرب الأخيرة فى العراق، بل نحن فى حرب ضد «داعش» على غرار الحرب التى نخوضها وسنظل نخوضها ضد القاعدة وحلفائه، موضحا أن تلك الحرب لإضعاف التنظيم وقدراته، واستبعد المتحدث أن يكون هناك «حل عسكرى بالكامل»، خاصة فى العراق، وأكد أنه يجب على العراقيين أن يقاتلوا وأن ينتصروا لاستعادة الأراضى من «داعش» لانتزاع الشرعية منه ولإضعاف قدراته وتدميره، وأشار المتحدث إلى أن قتال التنظيم يمتد لأبعاد أخرى تتمثل فى «الحكم الجيد فى العراق وسوريا».
وأبدى كيربى استعداد بلاده لجميع الاحتمالات المتعلقة بالأوضاع فى سوريا فى حال توجيه ضربات للتنظيم هناك، وأكد أن «سوريا تمتلك دفاعات جوية متطورة، إلا أننا عندما نخطط ونعد لاحتمال ضربات عبر الحدود السورية، فمن الواضح أننا نضع جميع العوامل المحتملة فى الحسبان قدر الإمكان».
وبينما جددت واشنطن التأكيد على أنه من غير الوارد بتاتا التنسيق مع نظام الرئيس السورى بشار الأسد لقتال «داعش»، وقالت مارى هارف، مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إن «أركان النظام السورى هم الذين أوجدوا هذا الفراغ الأمنى. لن نتعاون معهم».
وجاء تصريح هارف، ردا على تصريحات بثينة شعبان، المستشارة السياسية والإعلامية للأسد، بأن دمشق «لابد» أن تكون جزءا من التحالف ضد «داعش». ورفضت شعبان، فى حوار لشبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية، استبعاد قيام القوات السورية بإسقاط مقاتلات أمريكية، حال قيامها بضرب مواقع «داعش» داخل الأراضى السورية، دون موافقة دمشق. ودعت المسؤولة السورية الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى توسيع الحرب على التنظيم لتشمل المجموعات الإرهابية المسلحة، موضحة أن «إدارة أوباما ستستفيد من الحكومة السورية، إذا ما تعاونت معها فى مجال مكافحة الإرهاب».
وبينما أبدت فرنسا رغبتها فى مشاركة إيران فى مؤتمر باريس، الاثنين المقبل، قال كيرى إنه سيكون من غير الملائم أن تشترك إيران فى التحالف، واتهمها بأنها «دولة راعية للإرهاب». ويحدد مؤتمر باريس، الاثنين المقبل، بمشاركة 20 دولة «توزيع الأدوار» لكل دولة فى التحالف الدولى، إلا أن مسؤولين غربيين لم يحددوا توقيت بدء الهجوم على التنظيم، وقالت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية إن أوباما وضع استراتيجيته فى مواجهة «داعش» على السعودية لاستعداد جيشها ولدورها الروحى الذى تلعبه فى الدول السنية، ولامتلاكها ثروات مادية، موضحة أن صعود التنظيم السريع أثار توتر السعودية ومصر والأردن التى تخشى أن يتجاوز المسلحون الحدود، وأشارت الوكالة إلى أن الدول السنية لم ترغب فى الالتزام بتقديم موارد كبيرة فى قتال المسلحين فى العراق.