مش برضو أحسن من ليبيا والعراق؟!

سليمان الحكيم السبت 13-09-2014 21:38

حين تشرع فى إظهار ضجرك لقطع الكهرباء بالساعات سوف تجد من يقول لك «مش برضو أحسن من سوريا وليبيا والعراق»؟!

وحين تتحسر على قتل العشرات من جنود أو مدنيين ستجد من يكرر لك نفس العبارة. وفى كل أزمة تحدث أو مشكلة تطرأ لن تجد من يسمعك غير تلك العبارة. طالبا منك أن تحمد الله الذى لا يحمد على مكروه سواه. لأننا رغم كثرة مصائبنا مازلنا نعيش فى النعيم الذى يحسدنا عليه الآخرون فى دول شقيقة ذاقت- ولاتزال تذوق- شعوبها الأمرين فى حياتها اليومية بفعل الأحداث الدامية التى تقع هناك. هكذا أصبح المثال الذى نقارن أنفسنا به هو المثال الأسوأ. ولأننا الأقل سوءا. فنحن لانزال الأفضل. هكذا أصبحنا فى الوضع الذى لا يسمح لنا إلا بالمفاضلة بين السيئ والأسوأ. فيجب علينا أن نتقبل كوارثنا ومساوئنا بنفس راضية. شاكرين الله- والمسؤولين من بعده- على ما وفروه لنا من حياة هانئة ننعم فيها بدرجة أقل من السوء وبمنأى عن الأسوأ الذى يشقى فيه غيرنا.

لأنها مصر. ولأننا المصريون. نحن أفضل بالفعل من غيرنا فى الدول المحيطة ولا ينبغى أن ينسب الفضل فى ذلك لأحد إلا لمصر وشعبها. فلا يجب أن يمن علينا أحد بذلك. فشعب مصر يصبغه التجانس الذى يفتقر إليه الأشقاء من حولنا. فلا قبائل تتقاتل. ولا طوائف تتحارب. ولا توجد مشاعر ثأر تاريخية بين طرف مصرى وآخر. كما قد انداحت صبغة التجانس العرقى والثقافى لتغمر صفوف جيشنا فتوحده نسيجا مؤتلفا بلون الوطن. فوقانا الله شرا أحاق بغيرنا. حتى الخلاف بيننا وبين الجماعات المتأسلمة هو خلاف سياسى وليس خلافا عرقيا أو طائفيا. هو خلاف بين أغلبية وطنية كاسحة. وقلة مارقة كسيحة. تمنعها ضآلتها- ونبذ المجموع لها- من إحراز انتصار يضمن لها الاستمرار والبقاء. فكل ما نعانى منه الآن هو مجرد «مناوشات» مسلحة لا ترقى لمستوى الاحتراب الأهلى.

من الطبيعى إذن أن نكون أفضل من سوريا وليبيا والعراق. وليست المقارنة مع هؤلاء سوى محاولة لإقناعنا بالرضا والقبول بكل ما نشهده من مساوئ لا نستحقها. والسكوت على ما لا ينبغى السكوت عليه!!

نعم نحن أفضل من سوريا والعراق وليبيا. ولكنا أسوأ من بلاد واق الواق وبلاد تركب الأفيال.. فهل هذا يليق بمصر وبالمصريين؟!