الرسالة المهمة فى تجربة سعد الشربينى كمحافظ للدقهلية. أن الرجل كان يعتمد بالدرجة الأولى. فى نهضة المحافظة. على تبرعات الناس. مساهمات رجال الأعمال. الجهود الذاتية هى أهم عوامل البناء هناك. بدون المشاركة الشعبية لن تقام أى مشروعات. الكل كان يعى هذه المنظومة. على الرغم من ذلك. لم يضجر مواطنو الدقهلية. على العكس. اعتبروا أن المحافظة خسرت خسارة كبيرة برحيله عنها. جربوا من قبل الكثير من المحافظين البيروقراطيين. هذا ينتظر موازنة الدولة. وذلك يخشى مخالفة اللوائح. والآخر ليس لديه الاستعداد لتحقيق أى إنجاز. هى فترة تكريم من الدولة. إن شئت هى فترة نقاهة.
■ ■ ■
بعد إقصاء اللواء سعد الشربينى عن المحافظة. كتب الراحل الأستاذ مصطفى أمين فى عموده اليومى (فكرة) بصحيفة الأخبار يقول: من حقنا كمواطنين أن تخبرنا الدولة بأسباب إقالة أى مسؤول من منصبه. مبديًا فى نفس الوقت استياءه الشديد من استبعاد سعد الشربينى. تشعر من بين الأسطر أن لديه معلومات عن مؤامرة الإقالة. أضف إلى ذلك تلك الحملة الشعبية التى قادها أبناء الدقهلية للتنديد بالقرار. على مدى ما يقارب الأسبوعين صفحات كاملة مدفوعة القيمة بالصحف تستنكر الإطاحة بالرجل. جمعيات ومنظمات المجتمع المدنى هناك. أفراد وجماعات من كل حدب وصوب. كانت مظاهرات احتجاج حقيقية من نوع آخر أكثر رقيا.
■ ■ ■
ذهب المحافظ الجديد إلى هناك. بدلا من أن يجد لافتات الترحيب به. وجد لافتات الوداع لسعد الشربينى. بكائيات ومرثيات على الجدران. لا أحد يريد استقبال الرجل الذى لا ذنب له سوى أنه جاء فى ذلك التوقيت. فى أعقاب قيادة ناجحة. أمضى المحافظ الجديد عامه الأول يستوعب الموقف. ثم فى العام الثانى حاول أن يستوعب طبيعة هذا الشعب الجديد والغريب عليه فى نفس الوقت. هو من بنى سويف. أول خط الصعيد. ثقافة مختلفة. مع بداية العام الثالث حاول أن يفهم جغرافية المحافظة الممتدة شرقا وغربا. لم تمهله التغييرات. تمت إقالته دون أن يحقق أى شىء. كان من الطبيعى ألا يحقق أى شىء. هكذا أرادت الدولة. أو هذا ما أدته العفاة والارتجال.
■ ■ ■
مع التغييرات المرتقبة الآن فى المحافظين. أرى أن تجربة سعد الشربينى ثرية بما فيه الكفاية لاعتمادها كدليل استرشاد. لماذا تتم الإطاحة بهذا المحافظ. ولماذا تمت الاستعانة بالجديد. لماذا لا تكون الأولوية فى اختيار المحافظين لمن هم من أبناء المحافظة. لماذا لا يتم توجيه المحافظين بإنشاء صناديق تحيا مصر فى الإطار الإقليمى؟ الهدف هو تنمية كل محافظة من خلال جهود وأموال أبنائها. المشاركة الشعبية على أرض الواقع خلال إقامة أى مشروع أثبتت فاعليتها.
المهم أن الجهود الذاتية يمكن أن تلعب الدور الأكبر فى بناء الدولة. عن طيب خاطر. مطلوب فقط الشفافية فى التعامل مع مثل هذه الأوضاع. الاستخدام الأمثل والمباشر لمثل هذه الأموال.
newtonalmasry4@gmail.com