أجرت مجلة «نيوزويك» الأمريكية، في إصدارها الأوروبي، تحقيقا حصريا، حسب وصف المجلة، عن كيفية تحول تركيا إلى أرض لتجنيد مقاتلى «داعش» في سوريا والعراق، بالاستناد إلى شهادات مواطنين أتراك انضم ذويهم إلى التنظيم.
وعرضت المجلة شخصية دينيز شاهين، طليقة أحد المقاتلين الأتراك ضمن تنظيم «داعش» في محافظة الرقة السورية، والذي هرب من تركيا، خاطفا طفليهما خليل، 4 سنوات، واسما 10 سنوات.
ونقلت المجلة عن شاهين، 28 عاما، قولها إن طليقها صادق، مدمن الكحول سابقا، أظهر اهتماما مفاجئا بأولاده، خلال 2013، عقب تأثره بالأفكار المتشددة، إذ اتصل بها وطلب رؤيتهما بشكل مفاجئ.
وأضافت شاهين، وهي تبكي خلال مطالعتها صور طفليها، أنها «أكدت له ألا يتأخر مع الطفلين أكثر من ساعتين»، لكنها منذ ذلك الوقت لم تراهما، وكانت شاهين، خلال لقائها مع المجلة، تمسك صوراً كان أرسلها لها طليقها بعد أسبوع من اختفائه، ويظهر في أحدها ابنها خليل، وهو يمسك مسدساً، ويرفع سبابته نحو السماء، فيما كانت انبتها ترتدي خمارا.
ويعيش طفلا شاهين حاليا مع والدهم «الجهادي»، على حد وصف المجلة، في محافظة الرقة السورية، التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، مع عدد غير معروف من الأتراك، تم جذبهم إلى سوريا والعراق لتحقيق حلم خلافة التنظيم أو للقتال في حربها الطائفية الدموية.
ورأت المجلة أن القصص، التي حصلت عليها من كثير من الأتراك، مثل شاهين، خلال الأيام الأخيرة، أظهرت مدى عمق انتشار الانتماء لهذا التنظيم في تركيا، البلد التي ربما تكون على خط النار حاليا بعد انضمامها لحلف «الناتو» في محاربته لـ«داعش».
ووفقا للمجلة، فإن هناك كثيرين يخشون من قدرة تنظيم «داعش» أن يعيث فساداً في هذه الدولة، التي تجذب سنويا نحو 35 مليون سائح، ولها حدود مجاورة، يسهل اختراقها، مع الدول التي يسيطر التنظيم على مناطق.
فعلى الرغم من تأكيد قمة «ناتو» والرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الأسبوع الماضي، أن تركيا كانت جزءا من «الائتلاف الرئيسي» لمحاربة «داعش»، فإن المجلة رصدت تشكك دينيز وغيرها من ضحايا التنظيم في تركيا من استعاد وقدرة حكومتهم على مواجهة انتشار هذا التنظيم في البلاد.
ونقلت المجلة قولهم إنهم محبطين من تقاعس الشرطة التركية، وعجزها عن استعادة أحبائهم، الذين تم خطفهم، وأضافت شاهين أنه في إطار أسرتها الكبيرة المكونة من 15 شخصا، هناك 5 أطفال، ذهبوا للعيش تحت حكم «داعش» أو يقاتلون في صفوفها خلال الأشهر الأخيرة.
وتابعت المجلة أن قصة شاهين وجدت صداها لدي الكثيرين في أسطنبول، الذين قالوا إن «داعش» تُجند الأتراك عبر شبكة الإنترنت أو من خلال الجماعات الدراسية الدينية، التي تستهدف الشباب في المناطق السنية، التي تعاني من الفقر، وإدمان المخدرات.
وأشارت «نيوزويك» إلى ما ذكرته صحيفة «ميللت» التركية، في يونيو الماضي، بأن هناك نحو 3 آلاف تركي انضموا إلى «داعش»، بينما لا يزال هناك 49 مواطنا تركيا، بما فيهم القنصل العام، محتجزين لدي التنظيم.
وأوضحت أن هناك مخاوف من تورط أنصار «داعش» في تركيا في صراع عنيف مع الجماعات اليسارية المسلحة المرتبطة بالمتمردين الأكراد، الذين يقاتلون في سوريا.
ورصدت المجلة أن هناك سجالاً فكرياً واسعاً في تركيا بين المسلمين المحافظين حول صحة منهج تنظيم «داعش» ونظرتهم للعالم، وأشارت إلى ما أظهرته دراسة تركية حديثة بأن 62.5% من مؤيدي حزب «العدالة والتنمية»الحاكم يعتبرون التنظيم «جماعة إرهابية».
ونقلت المجلة مرة أخرى عن شاهين، قولها: «لا أعرف إذ ما كان طفليها على قيد الحياة أما لا، فلقد عرفت من أحد أقاربي في الرقة إن ابنتي تبكي طوال الوقت وتسأل عني».
وأضافت:«أريد أطفالي فأنا يجب أن أحميهم، ولكنني كافرة في نظر (داعش)، فإذا ذهبت إليهم إما سيقتلونني أو سيمنعونني من العودة، فماذا يمكنني أن أفعل».