بصراحة الديمقراطى ديمقراطى من بيته والديكتاتور ديكتاتور من بيته، لذلك إذا كانت مصر تعيش الآن حالة مخاض فعلينا أن نتجه إلى مستشفيات الولادة لنحصل على جيل لم يشاهد «الشرطة» وهى تنسى أصول المهنة لاستسهال استخدام «الطوارئ» عشرات السنين، ولم يعاصر «الجماعة» وهى تنسى أصول السياسة لاستسهال استخدام «الدين» عشرات السنين، ولم يتابع ضياع «هنادى» فى الوباء و«آمنة» فى الخصخصة.. جيل طاهر لم يعاصر ثنائية «الحزب أو الجماعة» على طريقة «بطيخ أقرع» أو «حلاوة شعر»، وكأنه لا يوجد فى الدنيا أطعمة أخرى،
والسؤال التالى يوضح أصول اللعبة (السؤال): من واقع قراءاتك لقصة «كوبرى عباس ونفق حماس» أثبت أن القوى الوطنية إذا اتسمت بالفساد والقوى الدينية إذا اتصفت بالجمود يشاركان فى خداع الجماهير؟.. (الإجابة): تقدمت السلطة الوطنية الفلسطينية بطلب قبول فلسطين كدولة فى الأمم المتحدة وهى تعلم أن الطلب لن يمر فى مجلس الأمن، وإذا مر لن يغير شيئاً على أرض الواقع، بينما رفضت السلطة الدينية ذلك وطالبت بدولة فلسطين على كامل التراب من النهر إلى البحر وهى تعلم أن ذلك لن يحدث طالما أن «CNN» و«وول ستريت» و«الرئيس الأمريكى» يحكمون العالم، ومع ذلك تقوم مظاهرات تؤيد السلطة الوطنية ومظاهرات تؤيد السلطة الدينية وتمضى الحياة لأن كله عند العرب صابون ورغاوى كلام.. واللى يعيش ياما يشوف واللى يموت يشوف أكتر، فإذا ملكت قلب «امرأة» تداعت لك باقى الأعضاء، وإذا ألغيت عقل «أمة» ذهبت إليك كل الأصوات، لذلك يأكل الناس «أم على» لكنهم يغنون لـ«أم حسن»..
فالأمل فى سلطة وطنية نزيهة وسلطة دينية مرنة وهو ما لن نحصل عليه من انتخابات الإعادة، ولكن من مستشفيات الولادة، والحياة لا تتوقف وكله بيعدى من مدافعى الأهلى، فلنهتم بأولادنا وكأنه واجب وطنى وتذكر أن الديمقراطى ديمقراطى من بيته والديكتاتور ديكتاتور من بيته، ولا أحد يطلب من ابنه أن يقول له «يا بابا» قبل أن يخلفه.. فقد أدى كبارنا واجبهم بالتراكم وأدى شبابنا دوره بالثورة فأعدوا أطفالنا لديمقراطية الغد حتى لا يظل حكام الخارج سلعاً استهلاكية وحكام الداخل سلعاً معمرة.