اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح الخميس، بالدكتور السيد عبدالخالق، وزير التعليم العالي، ورؤساء الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والأهلية، والقائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر.
وقالت رئاسة الجمهورية، في بيان لها، إن وزير التعليم العالي شكر الرئيس على اللقاء، منوها إلى أنه يُحمِّل رؤساء الجامعات مسؤولية إضافية إزاء الطلاب، سواء فيما يتعلق بالمنظومة التعليمية، أو للحفاظ على استقرار الجامعات وأمنها.
وأشار الوزير إلى أهمية نهوض الجامعات برسالتها التعليمية والوطنية، عبر مشاركتها في المشروعات القومية، ولتحقيق الاستقرار المجتمعي.
وأوضح السفير إيهاب بدوي، المتحدث باِسم الرئاسة، أن السيسي أكد أن اللقاء يأتي كأول لقاء ضمن سلسلة من اللقاءات التي يعتزم عقدها مع رؤساء الجامعات، حرصا على تحقيق التعاون بين الدولة والجامعات المصرية، والتعرف عن كثب على أي مشكلات تعوق تطوير المنظومة التعليمية الجامعية.
وأشاد الرئيس بقداسة ونبل مهمة الأستاذ الجامعي، والتي لا تقتصر فقط على إعداد الجانب العلمي لدى الطالب الجامعي، ولكن ترتبط ارتباطا وثيقا بتقديم القدوة المثلى على الجانب الإنساني والأخلاقي والشخصي.
واستعرض السيسي دور الجامعات في زيادة الوعي المجتمعي، وغرس قيم الوطنية والانتماء والحفاظ على ثروات الوطن وممتلكاته العامة، ومنها المنشآت الجامعية، كما تناول السيسي تطورات الأوضاع التي مرت بها مصر خلال السنوات الثلاث الأخيرة، موضحا أن المشكلة في حقيقتها كانت سياسية وليست دينية، فالدين أقدس من أن يتعرض له أي شخص بالمساس، داعيا إلى ضرورة تغليب المصلحة الوطنية وإعلائها على أي مصالح ضيقة سواء كانت لفرد أو لجماعة.
وأضاف الرئيس أن حقوق الإنسان المصري لا يمكن اقتصارها فقط على الحقوق السياسية والمدنية، التي يتعين أن تنمو وتزدهر وتلبي طموحات الشعب المصري في هذا الصدد، ولكن تشمل الحق في الحياة الكريمة والتعليم الجيد، ومن ثم يتعين أن يكون للجامعات دورها وإسهاماتها في هذه المجالات، وذلك من منطلق المسؤولية المشتركة.
ونوّه الرئيس إلى الارتباط بين تحقيق الأمن وجذب الاستثمار، موضحا أن التنوير الفكري يسهم في هذا الأمر ويتيح خفض الإنفاق الأمني، وإضافة تلك الموارد للمخصصات التنموية والاستثمارية.
وأضاف بدوي أن الرئيس استمع إلى رؤى رؤساء الجامعات المصرية، الذين تناولوا أثناء مداخلاتهم سبل تعزيز دور الجامعات في المساهمة بالأفكار والمقترحات في مختلف المشروعات التنموية المصرية، مثل مشروعي تنمية محور قناة السويس وتنمية المثلث الذهبي، وتيسير العلاقة بين الجامعات والمحافظات لاسيما فيما يتعلق بتخصيص الأراضي لبناء الكليات الجديدة، وتعديل بعض التشريعات بما يسمح بإقامة شراكة بين الجامعات والقطاع الخاص، ويُمَكِّن الجانبين من تحويل مشروعات التخرج وما تتضمنه من ابتكارات علمية إلى منتجات صناعية قابلة للتسويق.
وأكد السيسي دعم الدولة المصرية للمنظومة الجامعية المصرية، وتعهد بدراسة الأفكار والمقترحات التي طرحها رؤساء الجامعات، مشيرا إلى أهمية إتاحة الفرصة للمتخصصين في مختلف الموضوعات العلمية أو الاجتماعية وإفساح المجال لهم، للتعبير عن الرؤى السليمة من واقع تخصصاتهم.
وأوضح الرئيس أن الجامعات المصرية لديها مواقعها الالكترونية التي يمكن توظيفها كوسائل إعلامية لإيضاح الحقائق العلمية وعرض وجهات النظر العلمية والفنية من قبل المتخصصين بكل حياد وموضوعية، وذلك من خلال تشكيل مجموعات بحثية في كل المجالات، خاصة تلك التي تحتاج إليها الدولة المصرية في الوقت الراهن، وفي مقدمتها موضوعات الطاقة المتجددة، واستغلال الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء، واستصلاح الأراضي الزراعية، ومواجهة المشكلات الاجتماعية مثل ظاهرة أطفال الشوارع.
ووجه الرئيس بالانتهاء من التشريع المتكامل الذي تتم صياغته لتنظيم الجامعات، موضحا أنه يستهدف معالجة كل النقاط التي تم طرحها أثناء اللقاء، بما فيها موضوع الشراكة بين الجامعات والقطاع الخاص.