الجمعه الماضى نشرت «المصرى اليوم» الخبر فى الصفحة الأولى: الدعوة السلفية أعلنت«الجهاد ضد العلمانيين والشيعه باعتبارهم كفارا وأنه ليس بين العلماء خلاف فى هذا الحكم». السبب أن«العلمانيين يرون أن الحكم من شؤون الدنيا ولا يجوز تدخل الدين فيه». هؤلاء هم المتطرفون فأين المعتدلون؟. مشغولون بالهجوم على برنامج «الراقصة»!!. تركوا فتاوى التطرف والإرهاب وتفرغوا للهجوم على برنامج مسابقات أذيع مرة واحدة على فضائية القاهرة والناس يشبه كثيرا البرامج الأجنبية التى تذيعها القنوات الفضائية المصرية التى تستضيفهم؛ ويجنون من ورائها الكثير من المال والنفوذ!!. حظ مالك القناه «طارق نور» أفضل من حظ «العلمانيين»؛ هو فى عرف المشايخ «مسلم عاص» يمكن أن يتوب. العلمانيون «كفار» يجب قتالهم وقتلهم. دار الإفتاء تركت مهمة التصدى للفكر التكفيرى الذى يمثله التيار السلفى؛ إلى مهاجمة البرنامج ذاته، والذى وصفته بأنه «مفسدة للأخلاق». لم أسمع من مفتى الجمهورية الذى هو فى النهاية موظف كبير فى وزارة العدل رأيه فى ما يقدمه قطاع الفنون الشعبية بوزارة الثقافة من رقص شعبى يشبه كثيرا الرقص الشرقى المعروف. هل يعتبر المفتى أن هذا النوع من الرقص أيضا «مفسدة للأخلاق» أم أن «رقص الحكومة» له حكم آخر؟.
لو قمنا بمد الخط على استقامته فإنه يجب أن نعين فى كل محطة فضائية عامة أو خاصة «شيخ» يقيس ملابس المذيعين والراقصين؛ ويراجع الأفلام التى تذيعها كل محطة لنضمن أن تكون ضمن ما يراه هو مناسبا. على التليفزيون المصرى أن يتخلص من مكتبه الأفلام الخاصه به والتى تحتوى على أفلام يقوم ببطولتها راقصات كتحية كاريوكا ونجوى فؤاد ونعيمة عاكف وغيرهن؛ وفوازير شريهان ونيللى والتى كانت تذاع فى رمضان. أقترح عليه بيعها إلى قناه «إم بى سى» وهى قناه سعودية لن تجد حرجا فى إذاعة تلك الأعمال، ولن يجرؤ أحد من المشايخ فى الهجوم عليها، «اطعم الفم تستحى العين». رئيس الوزراء هو المسؤول الأول عن كل ما يحدث، ضرب بالقانون عرض الحائط عندما قرر منفردا وعلى غير رغبه الرقابة على المصنفات الفنية إيقاف عرض فيلم «حلاوة روح». خشى الرجل على «الاستقرار» من ضجيج شيوخ الفضائيات وتراجع أمام «أنيابهم». تلك هى النتيجة. غدا ستشكل التيارات السلفية ومعاونوهم من «المعتدلين» «شرطه الشريعة»؛ فعلوها فى ألمانيا فهل يجبنون على فعلها فى مصر؟. توزيع الأدوار بين «المشايخ» ما بين «متطرف جدا ومتطرف وأقل تطرفا» لم يعد مجديا، انكشفتم. الدولة عليها أن تدرك أن من يربى ذئبا يعرض حياه أغنامه للخطر. درس التاريخ واسألوا أنور السادات...الله يرحمه.