كارثة أزهرية «24»
■ بلغنى من مصدر أزهرى موثوق أن لجنة إصلاح التعليم الأزهرى برئاسة د. أحمد الطيب لن تستطيع لضيق الوقت تصحيح ما ورد في كتب الفقه للمرحلة الثانوية الأزهرية قبل بداية العام الدراسى، وستكتفى بتصحيح ما ورد في كتب المرحلة الإعدادية!.. حزنت لذلك الخبر، وتمنيت ألا يكون صحيحاً، وتمنيت أن تقوم اللجنة برفع فصول كاملة أو بعضها من تلك التي لم تعد تناسب الظروف والأوضاع الحالية، ولخطورة بعضها، ثم تقوم لاحقاً، وعلى مهلٍ، بمناقشة كل عبارة وكل دليل، ولكن البتر السريع حالياً مطلوب، منعاً لاستشراء المرض!.. وإنصافاً للحق فإن 90٪ مما وجدته في تلك الكتب مقبول ومفيد، وتحديد الغث وتجنيبه لن يستغرق سوى أيام معدودات.. هيا!!
■ تمتلئ كتب الفقه المذكورة بالحديث عن «الجزية»، رغم أنه لا يوجد حالياً في أي مجتمع على وجه الأرض تحصيل للجزية، وفى تلك الكتب يعتبرون أن على كل من لا يدين بالإسلام ويرفض الدخول فيه دفع الجزية!!
■ منذ زمن بعيد كان أبناء الأمم المغلوبة على أمرها يدفعون جزية.. ذُكر ذلك في العهد القديم في كتاب «يوشع 16/10»، وفى إنجيل متى «17/25» على لسان سيدنا المسيح عليه الصلاة والسلام، وفى الرسالة إلى مؤمنى روما على لسان بولس «13/7» وكتبت عن ذلك تفصيليا هنا بتاريخ 4 نوفمبر 2012 وما تلاه!!
■ ورد لفظ «الجزية» في القرآن الكريم «مرة واحدة» في سورة التوبة/29، وارتبط بتلك الطائفة من أهل الكتاب الذين لا يؤمنون بالله، ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله من قتل وسرقة وزنى... إلخ، وقتالهم هنا للدفاع، فكلام الله واضح «وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين»،أما بعض ما ورد عن الجزية في كتب الفقه فغريب عجيب.. نستعرض بعضه غداً.