داخل غرفة الاستقبال بمستشفى المنيرة بمنطقة السيدة زينب، وقف أحمد صالح، «60 عاما»، يتابع بعينين دامعتين ابنته المصابة باشتباه بكسر فى إحدى ساقيها، ينتظر دخولها غرفة الأشعة بعد تأخرها عن الدخول فى موعدها المحدد بسبب انقطاع الكهرباء داخل المستشفى، وإعادة تشغيل المولدات الكهربية التى تمكنت من إعادة تشغيل الأجهزة من جديد بجميع أقسام المستشفى، لتستقبل المرضى وتعويض غياب الخلل داخلها، وذلك على الرغم من خوف الأطباء من نفاد الوقود، ليعود المستشفى إلى حالة الإظلام التى ضربت الجمهورية صباح أمس.
يقول أحد أطباء المستشفى، تحفظ على ذكر اسمه، إن «الكهرباء انقطعت عن المستشفى فى ساعة مبكرة من صباح أمس من غرفة التحكم بوزارة الكهرباء كما هو الحال فى جميع أنحاء البلاد، ولم يحدث أى استثناء لوضع المنشأة الحكومية باعتبارها تقدم خدمة صحية ويمكن أن يؤدى الانقطاع المفاجئ لكوارث طبية»، مؤكدا أنهم يقومون بإعادة تشغيل جميع المولدات الكهربية لاستئناف العمل داخل المستشفى واستقبال المرضى، مشيرا إلى أن هذه المحولات لديها القدرة على إدارة جميع الأجهزة، وتعويض انقطاع الكهرباء لظروف حساسية العمل داخله.
ويشير الطبيب الشاب إلى أنهم باتوا يتعاملون مع انقطاع التيار باعتباره أمرا عاديا بسبب تكراره، وهو ما دفعهم لتلافى أى تأثيرات سلبية محتملة: «انقطاع الكهرباء داخل المستشفى لا يترك تأثيرا سلبيا على طبيعة العمل، نظرا لوجود مولدات كهربائية»، نافيا بشكل قاطع أن يكون هناك أى اعتبار أو مراعاة من جانب وزارة الكهرباء لوضع المبنى باعتباره يتعامل مع مرضى، وهو ما يخالف التصريحات الحكومية المتكررة من عدم قطع التيار عن المستشفيات، رغم تكرار الطلب من جانب إدارة المستشفى ووزارة الصحة بضرورة الحرص على استمرار التيار الكهربائى فى المنشآت الطبية.
كان وزير الكهرباء أكد، فى تصريحات صحفية متعددة خلال الأسبوعين الماضيين، أن الوزارة لا تقطع التيار الكهربائى عن المستشفيات وأقسام الشرطة وجميع مراكز الخدمة العامة، موضحًا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى شدد على إنهاء أزمة الكهرباء بشتى الطرق.
فى الجهة المقابلة للمستشفى تعمل محطة بنزين مصر، التى تقع فى منتصف شارع المبتديان، بشكل كامل لعدم انقطاع الكهرباء عنها، وهو ما يبرره أحد العاملين داخلها: «البنزينة تابعة لأحد الخطوط الخاصة التى تتبع شركة الكهرباء الرئيسية، وهو ما يجعلها تعمل بشكل منتظم، بخلاف الأزمة التى تواجه باقى محطات الوقود التى يتوقف فيها العمل خلال فترات انقطاع التيار، ما يتسبب فى إصابتها بشلل كامل، كما هو الحال اليوم والذى تسبب فى تكدس السيارات عند معظمها».
داخل محطات بنزين شارع قصر العينى يتناقض حالها مع وضع محطة بنزين مصر، حيث ينتظر عدد من السائقين فى طوابير بعد توقف أجهزة ضخ الوقود، تتخلل ذلك نقاشات عن تأثير انقطاع الكهرباء من الصباح الباكر، والأسباب التى تراوحت بين تحطيم أبراج الكهرباء بواسطة منتمين لجماعة الإخوان المسلمين، وفشل الحكومة الحالية فى إيجاد حلول لمشاكل الناس، حسب تفسيرات السائقين الذين كانوا ينتظرون إعادة تشغيل المحطة.
أحمد على، أحد العاملين فى محطة بنزين حكومية، أكد أن انقطاع الكهرباء تسبب فى تعطل المحطة وتوقفها عن العمل لفترة امتدت لأكثر من ساعة، ما أدى إلى وجود طوابير من السيارات، منوها بأنهم تواصلوا مع الجهات المختصة حتى عادت الكهرباء، حيث إن انقطاعها يهدد المحطة بالإغلاق.
فى المقابل، وداخل قسم قصر النيل تعمل جميع الأجهزة الكهربائية بشكل كامل دون معاناة من انقطاع التيار. يقول أحد أفراد الشرطة العاملين فى القسم: «الكهرباء لا تنقطع عندنا، لأن هناك تعليمات صادرة من وزارة الداخلية لغرفة التحكم بتجنب قطع الكهرباء عن جميع أقسام الشرطة».