خضعت إيطاليا لفترة طويلة خلال العقدين الماضيين لحكم رجل يتعاون بشكل وثيق مع المافيا، هذا ما كشفه فيلم وثائقي خيالي، عرض الأربعاء، في مهرجان فينيسيا السينمائي.
ويتضمن فيلم «لا تراتاتيفا» أو «معاهدة بين المافيا والدولة» اتهامات لرئيس الوزراء الأسبق ومالك نادي ميلان الإيطالي، سيلفيو برلسكوني، بعد جمعه مزاعم حول صفقة سرية أبرمت في أوائل تسعينيات القرن الماضي بين السلطات الإيطالية وكوسا نوسترا، فرع المافيا في صقلية.
وقالت مخرجة الفيلم، سابينا جوزانتي، وهي ممثلة كوميدية يسارية تحولت للإخراج السينمائي، في مؤتمر صحفي: «لو أننا لم نوقع هذا الاتفاق، لكانت هناك دولة مختلفة وافضل حالًا»، ووصفت الوضع الحالي لإيطاليا بأنه «غير سار».
وقوبل فيلم «لا تراتاتيفا»، الذي يعرض خارج المسابقة الرسمية للمهرجان، بالتصفيق الحار.
ويرجع الفيلم إلى عام 1992، عندما تعرضت الطبقة الحاكمة في إيطاليا لمشكلات طاحنة بسبب فضائح الفساد على الصعيد الوطني، في الوقت الذي أطلقت فيه مافيا كوسا نوسترا حملة تفجيرات استهدفت سياسي على علاقة بالمافيا، وقضاة بارزين ضد المافيا، وآثار في ميلانو وروما وفلورنسا.
وأشار الفيلم إلى أن الحكومة واجهت تلك التهديدات من خلال التوصل إلى اتفاق مع المافيا.
وكان مدير المهرجان البرتو باربيرا قد قال الأسبوع الماضي إن فيلم «لا تراتاتيفا»، هو أحد أكثر الأفلام التي تثير قلقه، لأنه «سيكون له أقوى صدى سياسي وسوف يثير الجدل بالتأكيد».
وتقول جوزانتي إنها تسعى لإرساء حقائق تاريخية، ولكنها تثير جدلًا بشأن فترة مثخنة بالجراح من تاريخ إيطاليا.
يذكر أن تاريخ رئيس نادي الميلان يمتليء بالفضائح الأخلاقية، وكذلك قضايا تتعلق بالفساد القضائى والتمويل غير المشروع للأحزاب السياسية والزيف في الحسابات.