أبو العز الحريري .. الهتاف الأخير (بروفايل)

كتب: عاطف عبد العزيز الأربعاء 03-09-2014 23:25

غيب الموت مساء الأربعاء، أبوالعز الحريري القيادي بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، البرلماني السابق، ومرشح الرئاسة الأسبق، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 68 عاما، بمستشفى مصطفى كامل للقوات المسلحة بالإسكندرية،

ومن المقرر أن تقام صلاة الجنازة على الرحل، عصر الخميس، بمسجد أولاد الشيخ محرم بك الإسكندرية، والدفن بمقابر برج العرب.

«الحريري» المناضل اليساري «المشاكس»، والمعارض القوي للرئيس الراحل أنور السادات، والمخلوع حسني مبارك، والمجلس العسكري عقب ثورة 25 يناير، والمعزول محمد مرسي، من مواليد 2 يونيو 1946، يقول عن نفسه إنه «يضع نفسه في المرتبة الثانية بعد المصلحة العامة»، والتي «يحارب ويُطرد من أجلها»، طرد الراحل من عمله عام 1975 بسبب نشاطاته السياسية.

ودخل سباق الانتخابات البرلمانية عام 1976 بالإسكندرية، عن دائرة كرموز على مقعد العمال، وفي 1977 سحب البرلمان منه الحصانة، بسبب مشاركته في احتجاجات عمالية، لكنه نجح في العودة للبرلمان مرة أخرى عامي 2000 و2011

اعتُقل «الحريري» 9 مرات في عهد السادات بسبب مشاركته في المظاهرات، لعل أبرزها بعد اتفاقية «كامب ديفيد» 1979، حيث بدأ الراحل حملة شعبية لرفض الاتفاقية، ووصفها بأنها «خيانة»، كما حشد الآلاف في مظاهرات ترفض الاتفاقية.

خاض «الحريري» في 2009 سباق رئاسة حزب التجمع ضد رفعت السعيد، وبعد خسارته للانتخابات تم إسقاط عضويته في الحزب، وأسس بعد ثورة 25 يناير «حزب التحالف الشعبي الاشتراكي» بالاشتراك مع بعض رموز اليسار.

ومثلما عارض الراحل أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل، وجمال مبارك، أمين سياسات الوطني، تحت قبة البرلمان قبل ثورة 25 يناير، عارض بشد سياسات «الإخوان» في برلمان 2011، وأصرَّ على أن البرلمان «كيان غير شرعي بسبب قيامه على أساس باطل»، قبل أن تقضي المحكمة الدستورية بحله بعد ذلك، كان «الحريري» صوت العمال والبسطاء والثوار تحت قبة مجلس الشعب.

وهاجم «الحريري» المجلس العسكري الذي كان يحكم في ذلك الوقت، وقال إن «مكان المشير حسين طنطاوي هو السجن بجوار مبارك»، واتخذ مواقف مساندة للثوار في جميع المظاهرات التي شاركوا فيها عقب «25 يناير».

وفي 2012 خاض «الحريري» سباق انتخابات رئاسة الجمهورية في أول انتخابات رئاسية عقب «25 يناير»، وطعن على ترشح المهندس خيرت الشاطر، نائب مرشد «الإخوان» في نفس الانتخابات، رغم رفض حزبه للطعن.

عارض الراحل مرسي منذ بداية حكمة، وقال إن «جماعة الإخوان المسلمين، تتعامل مع الشعب المصرى بمنطق البقاء للأقوى، ومسؤولة عن حالة العنف التى تشهدها البلاد، من خلال اللجوء لمبدأ سلاح «مطواة قرن الغزال»، ووصف فترة حكم المعزول قائلا: نحن أمام «حالة اغتصاب دولة».

بعد عزل مرسي أقام الحريري دعوى قضائية طالب فيها بحل حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وتصفية أمواله، ورفض خوض الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ونصح السيسي بعدم خوض سباق الرئاسة، تدهورت الحالية الصحية لـ«الحريري» مؤخرًا، ودخل في غيبوبة أكثر من مرة بالمستشفى، واتصل الرئيس عبدالفتاح السيسي للاطمئنان على صحة «الحريري» ورد الأخير برسالة شكر، وتكفلت القوات المسلحة بعلاج الراحل على نفقة القوات المسلحة، غادرنا «الحريري» بعد حياة مليئة بالمعارضة والسجون والهتاف في صفوف العمال وتحت قبة البرلمان.