الببلاوي يكشف كواليس اجتماع فض رابعة وموقفه من عودة الإخوان

كتب: بوابة الاخبار الثلاثاء 02-09-2014 08:26

قال الدكتور حازم الببلاوي، رئيس الوزراء السابق، إنه تابع عملية فض اعتصامي رابعة والنهضة من خلال التليفون بالاتصال بوزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، مُشيرًا إلى أنه كان على علم مسبق بموعد الفض.

وأضاف الببلاوي، في حديثه لصحيفة «الشرق الأوسط»، أن وضع خطة فض الاعتصامين واتخاذ قرار بساعة البدء في الفض، استغرق وقتا، حيث كان المجلس الأعلى للدفاع يعقد أيضًا اجتماعاته.

وأشار إلى الدكتور محمد البرادعي كان عضوا في المجلس (بصفته نائبًا لرئيس الدولة)، «وكان حاضرًا رئيس الجمهورية، المستشار عدلي منصور، وأنا بصفتي رئيس الوزراء بالإضافة إلى مجموعة من الوزراء.. وكان موضوع الاعتصام يُناقش في المجلس، وكان الدكتور البرادعي يقول رأيه في الموضوع، وإنه لابد من إعطاء مزيد من الفرصة للوصول إلى حل سلمي.. والأغلبية التي كانت موجودة في المجلس الأعلى للدفاع، وأنا شخصيًا بصفتي رئيس وزراء في ذلك الوقت، كنت أقول لهم، إنه بعد فترة قليلة، وإذا لم تتخذ الوزارة أي إجراء يبين أن الدولة قادرة على فرض القانون على الشارع، فإنها ستفقد سلطتها بالكامل».

وأوضح أن البرادعي كان يخشى أن يتكرر ما حدث في الجزائر (من اقتتال بين المتطرفين والجيش استمر لعدة سنوات)، ويخشى من وقوع حرب أهلية بمصر تمتد لسنوات، وأعلن البرادعي رأيه بصراحة في اجتماعات المجلس الأعلى للدفاع، وكان مصرًا على رأيه حتى النهاية، لكن المجلس في مجمله، كان يرى أن الأمور جاوزت (كل حد)، وعليه اتخذ القرار (بالفض).

وحول موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع وقتها، من عملية الفض، قال إنه «كان مثل غالبية الحاضرين.. أعني أنه لم يكن يوجد تمايز من جانبه يختلف به عن التوجه العام في الاجتماع».

ولفت إلى أن الرئيس السابق، عدلي منصور، «كان يستمع، ويعطي فرصة للكل في الحديث وإبداء وجهات النظر والآراء».

وقال إن الدكتور محمد البرادعي «استقال دون أن يخبر أي أحد، أنا أسفت طبعًا، لكن طالما أنه يرى أن هذا الأمر لا يتفق مع ما يعتقده، فمن حقه أن يستقيل.. أنا قلت إن الرجل كان متسقا مع نفسه.. إذا الأغلبية رأت رأيا فمن الخطأ أن تحاول أن تفرض رأيك على الأغلبية، لكن إذا وجدت أن ضميرك لن يكون مرتاحًا، فيمكنك أن تترك المكان.. أنا رأيت أنه أخذ الموقف المنطقي لواحد له رأي مخالف، أيا كانت مبرراته، فهذا حقه، واستقال. في الحقيقة أنا فوجئت.. فهو لم يقل لي إنه سيستقيل، إلا أنني كنت أفضل ألا يسافر خارج مصر بعد الاستقالة، لكن هذا قراره هو».

وحول الموقف الخارجي من الإقدام على فض اعتصامي رابعة والنهضة، قال: «كل ما كنت أتحسب منه هو موقف الشارع المصري.. كنت أقول إذا استمر هذا القلق واستمر هذا الاعتصام، فماذا يمكن أن يحدث في البلد؟ أولا لابد أن تعطيه فرصة، وثانيًا لا بد أيضا أن تعلم أن العملية ليست بتلك البساطة، وأن خطر استمرار الاعتصام كان أكبر كثيرًا من خطر فضه، ولهذا كان لابد من أن يتخذ القرار».

واعتبر الببلاوي أنه ترشح السيسي لانتخابات الرئاسة في مصلحة مصر، مُضيفا «الشيء الأكيد هو أنني كنت أرى أنه في مصلحة مصر أن يأتي رئيس للدولة يتمتع بشعبية».

وحول استقالته من رئاسة الحكومة، قال «أنا حين تقدمت بالاستقالة للمرة الأولى لرئيس الدولة، قال لي إن الوقت غير مناسب.. وسبب تقديمها، في رأيي، أنه هناك مرحلة هامة جرى الانتهاء منها، وهي دقيقة، وهي تلك التي جاءت بعد إقرار الدستور الجديد.. ورأيت أنه ينبغي أن تكون هناك مرحلة ثانية تحتاج لوجوه جديدة.. مثلا الجندي على الجبهة يحارب، لكن ليس مطلوبا منه أن يظل يحارب طوال الوقت. وبعد ذلك تحدثت مع رئيس الدولة في فترة لاحقة. وقلت إن الوقت الذي لم يكن مناسبا لتقديم الاستقالة من قبل، أعتقد أنه أصبح مناسبا الآن، وذلك بالاتفاق معه».

وعن المصالحة بين الدولة وجماعة الإخوان، أوضح أنه «لابد أن تكون هناك مبادئ واضحة.. وهو أن مصر لكل المصريين، ولا يُدان أي شخص إلا إذا ارتكب إثما، وفقا للقانون. كيف تحرم شخصا لم يرتكب جريمة ولم يشترك في عمل جريمة، ولكن رأيه يختلف معك؟».