قال مسؤولون أوروبيون، الإثنين، إن قادة حلف شمال الأطلنطي (ناتو) سيردون على الأزمة في أوكرانيا عبر الموافقة هذا الأسبوع على تشكيل قوة «رأس حربة» للتدخل السريع ربما تضم عدة آلاف من الجنود وتكون قادرة على الانتقال إلى أي منطقة نزاع ساخنة في غضون يومين على أقل تقدير.
ويملك الحلف، الذي يضم 28 دولة، قوة تدخل سريع في الوقت الحالي لكن يتوقع أن ينشئ الرئيس الأمريكي باراك أوباما والقادة الآخرون الذين سيلتقون في مؤتمر لقادة الحلف في ويلز ببريطانيا يومي الخميس والجمعة قوة ضاربة جديدة يجب أن تكون قادرة على الرد بشكل أسرع في أوقات الأزمات.
ولفتت السرعة التي تسللت فيها القوات الروسية إلى شبه جزيرة القرم الأوكرانية في مارس آذار الماضي أنظار حلف الأطلسي وركزت اهتمام مسؤوليه على ضرورة تسريع قدرة الحلف على الرد في حال وقوع أزمة مماثلة على أراض تابعة لاحدى الدول الأعضاء فيه.
وقال الأمين العام للحلف أندريه فو راسموسن في مؤتمر صحفي «سنطور ما يمكن أن أصفه (بقوات رأس حربة) وهي قوات على درجة عالية للغاية من الاستعداد وقادرة على الانتشار في فترة قصيرة جدا. هذه القوة سيوفرها الحلفاء بشكل دوري ويمكن أن تضم عدة آلاف من الجنود القادرين على الرد عندما تدعو الحاجة عبر قوات خاصة وبحرية وجوية».
وقال مسؤول كبير في الحلف طلب عدم الكشف عن اسمه إن القوة الضاربة يمكن أن تتراوح بين «حجم صغير جدا وقد تصل إلى ما يعادل الكتيبة».
ويبلغ عدد الجنود في كتيبة الحلف بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف.
وقال المسؤول إن القوة ستكون قادرة على الانتشار في منطقة الأزمة في غضون يومين في حين قالت مصادر أخرى في الحلف إن عناصر أخرى في القوة يمكن أن تأخذ وقتا أطول لتصل.
وفي الوقت الحالي تحتاج أولى وحدات قوة التدخل السريع التابعة للحلف خمسة أيام للوصول إلى مكان الأزمة.
وسيكون تشكيل القوة الجديدة واحد من مجموعة من التدابير في إطار «خطة عمل لتعزيز الجهوزية» التي سيوافق عليها الحلف خلال المؤتمر لتتعزيز القوة الرادعة ردا على أزمة أوكرانيا.
ومن المتوقع أن يوافق قادة الحلف على التخزين المسبق للمعدات والإمدادات- مثل الوقود والذخيرة- في دول شرق أوروبا في القواعد العسكرية المستعدة لاستقبال قوة التدخل السريع التابعة للحلف عندما تدعو الحاجة.
وقال راسموسن «هذا سيسمح لقوات التدخل السريع الجديدة بالسفر بخفة وبتسديد ضربات موجعة عندما تدعو الحاجة».
وقال المسؤول إن هدف خطة الحلف الجديدة هي إظهار مدى جدية التزام الحلف باعتبار الاعتداء على أي عضو فيه بمثابة اعتداء على جميع أعضائه وبأنه سيكون جاهزا لمساعدة أي حليف في حال واجه اعتداء.
وأوضح مسؤول الحلف إن قوة رأس الحربة مختلفة عن «القوة الاستطلاعية المشتركة» التي تخطط بريطانيا وستة آخرين من أعضاء الحلف لتشكيلها.
وقال المسؤول البارز في الحلف الأطلسي «ما تفعله بريطانيا.. هو تشكيل هذه القوة الاستطلاعية المشتركة التي يمكن أن يستخدمها الحلف ولكن يمكن أن تستخدم في أماكن أخرى أيضا سواء في مهمة للاتحاد الأوروبي أو مهمة للأمم المتحدة أو بالطبع في المهام المحلية».