بالصور.. ما لا تعرفه عن الكاكائية

كتب: بسام رمضان الأحد 31-08-2014 22:03

لم تسلم أي طائفة في العراق من إجرام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف إعلاميًا بـ«داعش»، فعانى الأكراد والإيزيديون والسنة والشيعة والتركمان، وباقي الطوائف من إجرام ذلك التننظيم الإرهابي.

وكانت الطائفة الكاكائية آخر ضحايا داعش، حيث هجر التنظيم المتشدد أكثر من 10 آلاف شخص من أتباع الكاكائية، ونسف 3 من أهم مزاراتها الدينية في محافظة نينوي، وهي إحدى الطوائف التي تنتمي للأكراد.

والكاكائية هي إحدى الديانات الكردية الباطنية، التي ظهرت في القرن الثاني عشر على يد فخر العاشقين سلطان إسحق البرزنجي، كامتداد لطريقة صوفية ولدت في القرن الثامن على يد قطب العارفين عمرو بن لهب الملقب بـ«بهلول».

وبدأت الكاكائية تنظيماً اجتماعياً عفوياً قائماً على الشباب والفروسية، ثم دخل إليها مزيج من الأفكار والعقائد المستمدة من التصوف والتشيع والمسيحية والفارسية، وهي ليست ديناً أو مذهباً خاصاً ولكنها خليط من الأديان والمذاهب، ولعلها حركة باطنية سرية، وسمّيت كذلك نسبة إلى كلمة «كاكه» الكردية، التي تعني «الأخ الأكبر».

وينتشر الكاكائيون في شمال العراق، وموطنهم الرئيس هو مدينة كركوك، والقرى الواقعة على ضفاف نهر الزاب الكبير في منطقة الحدود العراقية الإيرانية.

وتسكن غالبيتهم في كردستان الجنوبية، خصوصاً في كركوك وخانقين ومندلي وجلولاء وهولير والسليمانية وهورامان، وكذلك في كردستان الشرقية في قصر شيرين وصحنة وكرماشان وسربيل زهاو، كما لهم وجودٌ ملحوظ في تلعفر.

أهم عقائدهم

يعتبرون أن طريقتهم تقوم على 4 أركان: الطهارة، الصدق، الفناء، والعفو.

1- الطهارة: حيث على كل واحد منهم أن يكون طاهرا، أي نظيفا في الظاهر والباطن، ويجاهد النفس بجعلها نظيفة، سواء في الجسم، أو الروح، اللباس، الفكر، أو العمل.

2- الصدق: أي السبيل الصحيح، والقيام بما أمرنا الله به.

3- الفناء (في الله): بمعنى الابتعاد كليا عن التكبر والغرور والأنانية وهوى النفس، والرذائل الأخلاقية، لكي يتم التسامي إلى الحق تعالى.

4- العفو: أي المغفرة، والإحسان، حيث يجب على كل إنسان مد يد العون والمساعدة للمحتاجين، لكي يكسب رضا الله ومحبته.

ويقولون إن من يستند إلى هذه الأركان الأربعة في حياته، يصل إلى مرحلة الفناء في الله، وتستجاب دعواته، وينال لطفه ورحمته.

وتجمع هذه الطريقة بين التصوف وبعض الأفكار الفلسفية من الأديان والمعتقدات الأخرى كمثال تناسخ الأرواح المقتبسة من البوذية.

وبما أنها تعتقد بتناسخ الأرواح فإنهم يعتقدون بأن روح الإمام علي بن أبي طالب تتجسّد في جسد مؤسس الطريقة السلطان إسحاق البرزنجي، ولهذا فالكاكائية يغلون في الإمام علي، كما أن الكاكائية لها صلات قريبة مع العلوية والبكتاشية واليزيدية.

وذكر عباس العزاوي، في كتابه «الكاكائية في التاريخ»، أن من عقائدهم الخاصة أنهم يحـرّمون الخمرَ، ويحترمون يومي الاثنين والجمعة، ويَتْلوَن الأدعيةَ الخاصّةَ بهم، ويقـرّون الطلاقَ، ولكن برضا الرجل والمرأة، فهو عندهم كعقد الزواج، لا يجوز إلا برضا الاثنين، لكنهم لا يبيحون تعددَ الزوجات، وألا يتزوج الشيخُ ابنة مريده، ولا يتزوج المريدُ ابنة شيخ.

أهم كتبهم

1- كــلام الخــزانــة أو «ســرانجــام» المدون في القرنين السابع والثامن الهجري ويتكون من 6 أجزاء.

ويعتبر في رأيهم وحيا منزلا، ويرون فيه تعاليم كاملة، ونهجا قويما، ومرشدا لهم في الحياة، يستندون إليه في حل كل مسائلهم الدينية والدنيوية، وهذا الكتاب لم يُطبع قط في أي مكان.

وتضمنت بعض مواضيع سرانجام الحكم وتسمى «علم الأعلى»، واصطلاحات فلسفية يصعب على كل إنسان إدراكها. وقد جاء في مقدمته أنه يجب ألا يطلع على مضامين الكتاب المقدس كل من كان، وأنه يجب ترتيله برموز، ولا يجوز تداوله من قبل أناس غير أهل له، أو غير لائقين.

خطبة البيان: وهي من أشهر ما عرف عنهم، ويعدونها من أعظم كتبهم وأجلّها، لا يرغبون في أن يطلعوا أحدا عليها، أو أن يقرأها غيرهم، لما فيها من غلو وأوصاف وينسبونها إلى علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.

مزاراتهم

أما مزاراتهم، التي يشاركهم فيها العلويون أو العلي إلهيون فهي: مزار سلطان إسحق في جبل هورامان، ومزار سيد إبراهيم، بين مقبرة الشيخ عمر، والباب الأوسط ببغداد. ودكان داوود، وصاحب المزار المذكور كان خليفة السلطان إسحق، ويقع بين سربيل وباي طاق، في كهفِ جبلٍ. ومزار زين عابدين في داقوق، أصل محله كنيسة. ومزار أحمد في كركوك، بمحلة المصلى. ومزار عمر مندان في كفري، وهو غير عمر مندان الواقع على طريق كركوك ـ أربيل.