نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، الجمعة، ما قالت إنه شهادة لطفل حالفه الحظ بالنجاة من معسكرات تنظيم «داعش»، وكشف من خلال شهادته عن الكثير من التفاصيل اليومية، التي تحدث داخل المعسكرات السرية التي نصبها التنظيم للأطفال «لأجل تنشئتهم على منهاج وفكر محدد أرتأته هي الأقوم والأصلح».
وقالت الصحيفة البريطانية إن «الطفل، 13عاما، حمل اسما جديدا وهو محمد، تم اختياره من قبل (داعش)، وذلك بعدما قامت عناصر التنظيم بتغيير اسمه الحقيقي، وأخضعته لمراقبة وإشراف مشددين، وحفظته القرآن الكريم، ثم دربَّته على حمل السلاح، وأجبرته على مشاهدة الرجال وهم يصلبون، والنساء وهن يرجمن بالحجارة حتى الموت، في معسكرات التنظيم، في شمال سوريا».
وتابعت: «لم تخل إجراءات التجنيد والتنشئة داخل معسكر الرجال من إجبار الطفل على حلف يمين الولاء لزعيم (داعش)، أبو بكر البغدادي، مثلما لم تخل مشاهد التعذيب من إجباره على رؤية الأطفال الأصغر منه سنًا، وهم يحضرون إلى المعسكر ليتم جلدهم بالسياط».
وأوضحت «ديلي ميل»: «اليوم وبعدما نجح أبوه في تخليصه من براثن (داعش) عقب 30 يوم قضاهم الطفل داخل معسكرات الأطفال، ليعود به إلى تركيا، يروي الطفل الناجي تفاصيل بعض المشاهد المروعة التي تحدث داخل معسكرات الأطفال».
ويقول «محمد»: «حين كنا نذهب إلى المسجد كان أفراد التنظيم يطلبون منّا أن نحضر في اليوم التالي إلى مكان محدد في ساعة محددة لمشاهدة الرؤوس وهي تقطع، والظهور وهي تجلد، والنساء وهنّ يُرجمن»، وأضاف: «رأينا شابًا لم يصم رمضان فكان عقابه الصلب لـ3 أيام، وامرأة زنت فكان عقابها الرجم حتى الموت»
ويردف الطفل، حسب الصحيفة: «الكثير من الكلمات، التي تناقلتها ألسن المجندين وجدت صعوبة في فهمها ومن بينها كلمة كفار، لا أدري من هم، ولماذا يتوجب عليّ قتالهم».
وأشارت «ديلي ميل» إلى أن ما يثير الألم ما صرح به الطفل بخصوص مقتل أحد أصدقائه بالصفوف الأمامية أثناء محاولته مساعدة «داعش» في هزيمة نظام بشار الأسد: «لقى مصرعه في دير الزور حيث كان يقاتل الجيش السوري الحر، وكان في مثل سني أو يكبرني بعام واحد».
ويأتي تقرير الصحيفة البريطانية متزامنًا مع تقارير صدرت مؤخرًا تشير إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الصغار من السوريين الذين يتم تجنيدهم لصالح «داعش»، وتخصيصه لأداء مهام تتنوع بين القتال، والقنص، وتنفيذ العمليات الانتحارية.
وفي هذا السياق أشارت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، في تقرير صدر، في مطلع 2014، إلى أن كل من «جبهة النصرة» و«داعش» تعملا عن كثب على تجنيد الصغار دون سن الخامسة عشرة وتدفعا بهم إلى برامج تعليمية تشمل تدريبات عسكرية، ورغم أن المنظمة عجزت عن حصر عدد الأطفال الذين تم إقحامهم في الصراع السوري، إلا أنها توصلت إلى حقيقة الارتفاع في تجنيد الأطفال اعتمادًا على عدة مقابلات أجرتها مع 25 طفل من المجندين السابقين لدى «داعش».
وأضافت «ديلي ميل» في تقريرها، أن «داعش» لا تتوقف عن إرهاب المعارضين لها من المحاربين لها والمدنيين العاديين على حد السواء، مشيرة إلى انخراطها في أعمال عنف وحشية موسعة في العراق وسوريا، في حملة الهدف منها توسيع نطاق دولتها على الحدود بين البلدين، وهو ما يدفعها إلى نشر صور ومقاطع فيديو، باستمرار، لأعمال القتل الجماعي، وقطع الرؤوس، والتفجيرات التي تقوم بها، إضافة إلى صور عناصرها وهم يرهبون ويهينون «معارضيهم وأعدائهم»، بعد النجاح في الإيقاع بهم.
ومن بين أخر الصور، التي نشرتها «داعش» كانت تلك التي يظهر بها 250 من الجنود الأسري، الذين أجبرهم التنظيم قبل قتلهم، على السير في الصحراء وهم عراة لا يرتدون سوى الملابس الداخلية، بينما وقف مجنديها رافعي رؤوسهم وهم يشعرون بالفخر إزاء هذا الإنجاز.