الرئيس والإعلام

نجاد البرعي الخميس 28-08-2014 21:16

فى ٢٢ مايو الماضى قبل انتخابه بخمسة عشر يوما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى حوار مع عدد من القنوات الفضائية، «سألتقى بالإعلاميين مرة أخرى بعدما يتحقق ما طلبته من الإعلام، فيجب عليكم معالجة مشكلات المجتمع دون تحويلها إلى قضية سياسية». وأضاف «الإعلام لديه مشكلة حقيقية فى التركيز على الأفق السياسى وتجاهل عدة قضايا أخرى مثل «أولادنا اللى فى الشوارع»؛ وتابع: «الإعلام وراء تحويل جميع المشكلات الاجتماعية إلى قضايا سياسية، فهناك مهمة قومية للإعلاميين فى الفترة المقبلة، وهى مساعدة الجيش فى محاربة الإرهاب». فى ٥ أغسطس بعد أقل من شهرين على انتخابه قال الرئيس إن «جمال عبدالناصر كان محظوظا لأنه كان يتحدث والإعلام معه»!!. فى ٢٣ أغسطس الماضى حذر فى لقاء مع رؤساء تحرير الصحف من خطوره «استثمار الأزمات واستغلالها من أجل خلخلة الدولة». فى اللقاء نفسه خاطب الرئيس الصحفيين بقوله «دوركم خطير وعليكم أن تحافظوا على اصطفاف المصريين فى مواجهة التحديات». اختزل الرئيس دور الإعلام فى عملية الدعاية والتعبئة السياسية. يبحث الرئيس عن «وزارة للإرشاد القومى» !!. الخبر السيئ أن هذا الزمن ولى ولن يعود. هدف الإعلام أن يعكس التنوع داخل المجتمع وأن يطرح كل الأفكار والآراء بما فى ذلك الآراء التى يتصور الرئيس أنها تخلخل الاستقرار بينما قد يراها البعض تَنْشُد استقرارا يقوم على الحقائق وليس الخيالات. الإعلام ينقل الخبر كما هو لا يلونه وفقا لرغبة صانع القرار. حاول السادات أن يستخدم الإعلام فى التعبئة فكان فشله مدويا. هل يتذكر أحد أنه كان لدينا جريدة اسمها «مايو»!!. الخبر الجيد أن الرئيس يمكن أن يستغل الإعلام فى الترويج لخطط تساعد على حل المشكلات العاجلة فى توقيتات محددة. يعرف المصريون أن مشكلتهم سببها نظام سياسى فاسد قام على نظرية «الخوف والطمع»؛ كان يعيش الملايين فى «خوف» من بطش السلطة؛ وتستنزف الأقلية الموارد بدافع «الطمع» الذى لا يعرف حدودا ؛ الرئيس ليس مسؤولا عن ذلك؛ ولكن ملتزم بأن يقول لنا بوضوح كيف سيصلح هذا الخلل والمدى الزمنى الذى يريده للإصلاح. مثلا لو أعلن الرئيس من أين سيدبر ثلاثة مليارات جنيه لإنشاء ثلاثة آلاف كيلومتر من الطرق الجديدة، ربما ساعده الإعلام. سيساعده أكثر لو أعلن خطته لإصلاح الطرق القديمة التى أصبحت طرقا للآخرة. استخدم جمال عبدالناصر صلاح جاهين وعبدالحليم حافظ للقيام بأكبر عملية تعبئة سياسية؛ ولكن الناس استيقظت ذات صباح فلم تجد إلا صوت عبدالناصر يعلن بأسى وانكسار تنحيه عن السلطة. فى حوار مهم مع الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، قال رجل صناعة الإعلام المعروف محمد الأمين «الإعلام لا يمكن أن يصنع ثورة ولا أن يزيل أو يُبقى على نظام ولكنه عامل مساعد». عامل مساعد فقط يا ريس.

negad2@msn.com