تصاعد التوتر بين القاهرة وواشنطن على خلفية اتهامات أمريكية لمصر بالمشاركة فى غارات جوية على ليبيا، وهو ما أصرت القاهرة على عدم صحته وطلبت تفسيرًا من واشنطن لتلك الاتهامات، ما دفع الخارجية الأمريكية إلى التراجع، بينما أعلنت رئاسة الجمهورية أن الرئيس عبدالفتاح السيسى سيرأس وفد مصر فى اجتماعات الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر عقدها فى مدينة نيويورك الأمريكية نهاية سبتمبر المقبل.
وقالت مصادر رئاسية إن السيسى سيتوجه إلى نيويورك يوم 23 سبتمبر المقبل للمشاركة فى فعاليات قمة المناخ، ثم يلقى كلمة مصر ضمن أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة 25 سبتمبر.
وتوقعت المصادر أن يعقد الرئيس عددًا من اللقاءات مع الرؤساء والزعماء المشاركين فى الاجتماعات من بينهم الرئيس الأمريكى باراك أوباما.
يأتى ذلك فيما شهدت التصريحات الأمريكية الرسمية حالة من التخبط، وتراجعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جينيفر ساكى، عن تصريح صحفى سابق كانت قد أكدت فيه علم الولايات المتحدة بشن مصر والإمارات ضربات جوية فى ليبيا، قائلة إنها كانت «تتحدث عن الدول التى أشارت تقارير إلى شنها هذه الضربات الجوية، وليس نيابة عن البلدان نفسها».
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، جون كيربى، خلال مؤتمر صحفى، أمس الأول: «تأكدنا من شن القاهرة وأبوظبى بعض الهجمات، لكننا لا نشجع الدول على التدخل فى شؤون ليبيا من خلال العنف».
فى المقابل، علمت «المصرى اليوم» أن القاهرة طلبت تفسيرًا من واشنطن عن حقيقة التصريحات التى صدرت من الخارجية الأمريكية والبنتاجون، وأن القائم بالأعمال الأمريكى بالقاهرة، ديفيد جى رانز، التقى، أمس، مسؤولين بوزارة الخارجية.
وقالت مصادر دبلوماسية: «بالرغم من أن موعد زيارة القائم بالأعمال الأمريكى بالقاهرة للخارجية المصرية كان محددًا سلفًا إلا أن اللقاءات التى عقدها رانز كانت فرصة لكى يشرح للمسؤولين المصريين اللبس الذى حدث بعد بيان المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية حول الغارات الجوية على ليبيا».
وقال محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، إن التراجع عن التصريحات التى صدرت عن الخارجية الأمريكية يؤكد أن واشنطن تفتقر إلى استراتيجية شاملة للتعامل مع الإرهاب فى المنطقة. وأضاف أن هذا التراجع «يؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية أكثر حذرًا فى التعامل مع أى شىء يتعلق بمصر، وأن القاهرة لن تسكت على أى شىء يصدر من واشنطن ضدها، فى ظل وجود إدراك أمريكى بأن هناك مصر جديدة الآن».
فى سياق متصل، التقى الفريق محمود حجازى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، اللواء عبدالرازق الناظورى، رئيس الأركان العامة للجيش الليبى والوفد المرافق له، الذى يزور مصر حاليًا، فى إطار الجهود المبذولة لرأب الصدع داخل الدولة الليبية.