الغابة المتحجرة: جرائم وسرقات يومية

كتب: ريهام العراقي الثلاثاء 26-08-2014 21:52

وسط ظلمة الليل وهدوء المنطقة السكنية استيقظت السيدة الخمسينية على صوت محرك سيارة وقفت على بعد أمتار من منزلها. اندفعت ناحية النافذة وتوارت خلفها تتطلع نحو الشارع لترى خمسة شبان يتهامسون فيما بينهم، ويحمل أحدهم كشافا ضوئيا وآخر يحمل «شيكارة» بلاستيكية متجهين إلى سور متوسط الارتفاع. يقفز أحدهم أعلى السور ويشير إلى أصدقائه بالقفز خلفه، يتسلل الخوف إلى قلب السيدة التى تسرع للاتصال بقسم الشرطة للإبلاغ عن اللصوص الذين اعتادت على رؤيتهم منذ انتقالها إلى منزلها الجديد بالقاهرة الجديدة.

وقوع الجرائم على امتداد سورها أجبر سائقى التاكسى على رفض نقل الزبائن إليها، فبعد عدة محاولات مع أكثر من سائق تاكسى للتوصيل إلى محمية الغابة المتحجرة بالقاهرة الجديدة، وافق شكرى إبراهيم، سائق ستينى، أصر على التحقق من البطاقة قائلا: «يا بنتى أنا صاحبى سواق تاكسى لسه مقتول هناك. بنسمع طول الوقت من زمايلنا عن جرائم فى المنطقة دى. كل يوم تحصل جريمة عند المحمية إما قتل أو سرقة أو إلقاء مخلفات البناء داخل المحمية وخارج أسوارها».

على بعد 18 كيلو مترا شرق مدينة المعادى بمحافظة القاهرة شمال طريق القطامية – العين السخنة، يظهر سور متوسط الارتفاع وثلاث لوحات معدنية متهالكة لوزارة البيئة، على مسافات متباعدة من السور الخرسانى، ترحب بالزائرين لمحمية الغابة المتحجرة. هناك لن يستقبل الزائر تكوينات جيولوجية أو أشجار متحجرة وهى الأشياء التى ظلت تمتاز بها الغابة طوال العقود الماضية قبل نهبها، وإنما ترى جدارا متهاويا وأطنانا من مخلفات البناء تملأ المحمية من الداخل، وأكواما من القمامة خارج سور المحمية وداخلها.

رغم أن الغابة المتحجرة تعد واحدة من أهم المحميات الطبيعية المصرية، يرجع تاريخها إلى 35 مليون سنة، فهى تضم غابة من الأشجار الخشبية المتحفرة أو المتحجرة ترجع لعصر الأليجوسين ،وتمتاز بوجود أكثر من15 نوعا من النباتات النادرة والتى لا يوجد بعضها سوى بالمحمية، مثل نبات بصل فرعون، إلا أنك لن تجد حارسا واحدا داخل المحمية، فأعلى الجبل تقع غرفة الحارس، صعدنا إليه للتحدث معه إلا أننا لم نجد أحدا، لتقع المحمية فريسة سهلة للسرقة وإلقاء المخلفات.