شهد جراج الترجمان حالة من الفوضى والمشاجرات والإغماءات، بسبب سوء تنظيم تسكين الباعة الجائلين عقب إخلاء مناطق وسط البلد منهم، حيث اندلعت اشتباكات بينهم بسبب أسبقية الحصول على الأماكن المخصصة لهم داخل الموقع الجديد، أو الخروج من داخل الجراج وافتراش بضاعتهم بالشوارع مجددا.
وقال أحمد عباس، عضو نقابة الباعة الجائلين، إن معظم الباعة بوسط البلد رفضوا نقلهم لجراج الترجمان، لأنه ليس معدا لذلك، ولا يمثل مصدر رزق مجزيا لهم، مؤكدا أن أغلب المتواجدين بالجراج مندسون.
وأضاف عباس أن نقل المحافظة للباعة الجائلين من وسط البلد للترجمان محاولة للتخلص منهم دون إتاحة فرصة حقيقية للرزق، مطالبا رئيس الجمهورية بالتدخل وتوفير أماكن وأسواق بديلة تكفي احتياجات أسر الباعة، فى ظل جنون أسعار السلع الغذائية وكل السلع .
على صعيد آخر، شهدت شوارع طلعت حرب و26 يوليو سيولة مرورية بعد إتمام عملية نقل الباعة الجائلين، وحرصت قوات الشرطة والجيش على التمركز بمختلف شوارع القاهرة كإجراء احترازي، لمنع عودة الباعة إلى أماكنهم مرة أخرى أو القيام بأي أعمال عنف.
ورحب سكان وأصحاب محال منطقة وسط البلد بإجراءات الدولة لإخلاء المنطقة من الباعة الجائلين، وإنقاذهم من البلطجة والإتاوات التي كانت تمارس عليهم.
وأعرب نسيم مجدي، صاحب محل ملابس، عن سعادته بنقل الباعة الجائلين، مضيفا أنهم تسببوا في الكثير من الخسائر لأصحاب المحلات، فضلا عن أنهم كانوا يفرضون إتاوات على بعض المحال أو افتراش بضائعهم أمامها، وكان البعض يخشى إبلاغ الشرطة لتفادي تحطيم محله، بعد انصراف الشرطة على أيدي هؤلاء البلطجية .
وقالت عفاف الطويل، أحد السكان، إن جميع سكان المنطقة أيدوا قرار نقل الباعة الجائلين، نظرا لحالة الخوف والرعب التي كانت تسيطر عليهم الفترة الماضية.
يأتي ذلك فيما شهد جراج الترجمان تأمينا مكثفا من قوات الأمن على الأبواب الرئيسية والأسوار الخارجية، لتأمين عملية التسكين داخل الجراج.
من جانبه، قال اللواء محمد أيمن عبدالتواب، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، إنه تم تسكين نحو 2100 بائع للجراج، حتى ظهر الثلاثاء ، وجار توزيع باقي الأرقام على البائعين، موضحا أنه سيتم نقل الباعة مرة أخرى إلى منطقة الثلج خلال 6 أشهر.
وأضاف عبدالتواب، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، أن المحافظة ملتزمة بتوفير أماكن بديلة للباعة الجائلين، عقب إخلائهم من مناطق وسط البلد وشوارع طلعت حرب و26 يوليو وقصر النيل وميدان التحرير.
والتف الباعة حول نائب المحافظ لعدم حصولهم على أرقام وعدم وجود أسمائهم في كشوف حصر الباعة الجائلين، قبل عملية نقلهم من وسط البلد إلى الترجمان، وقال عبدالتواب: «الأماكن كثيرة، ونحن ملتزمون بتوفير أماكن للجميع، ولكن سيتم تسكين من يحملون أرقاما، وتوجد أسماؤهم في كشوف الحصر، على أن يتم حصر الباقي وتوفير أماكن بديلة لهم بعد دراسة حالتهم».