كشف الدكتور هشام عبدالحميد، المتحدث الرسمى لمصلحة الطب الشرعى، ومدير مشرحة زينهم، للمرة الأولى عن تفاصيل ماحدث داخل مشرحة زينهم يوم فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول مرسى بميدانى رابعة والنهضة.
وقال فى حواره لـ«المصرى اليوم»، إن الإخوان اقتحموا المشرحة، بعد أن هددوا الأطباء بالقتل، بغرض تصويرهم للجثث داخل المشرحة، مؤكدا أن أول جثث استقبلتها المشرحة من النهضة ورابعة كانت من الشرطة.
وانتقد ما أعلنته منظمة «هيومان رايتس ووتش» من اتهامات لمصلحة الطب الشرعى، متحديا وجود دليل واحد يدين الطب الشرعى سواء بتزوير عدد القتلى، أو إظهار تقرير مكتوب فيه منتحر، وإلى نص الحوار..
■ رغم مرور مايزيد عن عام على فض اعتصامى رابعة والنهضة، إلا أن تفاصيل مادار داخل المصلحة فى ذلك اليوم طى الكتمان.. ماذا حدث فى هذا اليوم؟
- بداية الطب الشرعى لم يبلغ بصفة رسمية عن تاريخ الفض، لكننا علمنا من مصادر موثوقة، وعلى الفور أعلن حالة الطوارئ، ووضعنا خطة عمل لاستقبال أى عدد من الضحايا، وفى صباح يوم الفض تلقينا أول بلاغ بالانتقال إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر لتشريح جثمان عدد من ضباط وأفراد الداخلية، نتيجة الفض، وتم إرسال فريق من الطب الشرعى، وبعدها استقبلنا إشارة فى مستشفى العجوزة بوجود جثة جندى، كان فى فض اعتصام النهضة، وفى الساعة الثانية ظهرا استقبلنا 5 جثث متفحمة من النهضة، وفى حدود الساعة 8 مساء وصلنا عدد كبير من الجثث، فاتصلت بالنيابة العامة وأبلغتها فسمحت لى بتشريح الجثث بدون إذن وذلك بعد كتابة بياناتها والمكان الذى نقلت الإسعاف الجثة منه.
■ خلال ساعات معدودة من استقبال المشرحة لجثث الضحايا ظهرت العديد من الصور لهذه الجثث.. كيف تم ذلك؟
- لم يقم أحد من العاملين بتصوير الجثث من داخل المشرحة، لكن أهالى الإخوان اقتحموا المشرحة، خاصة أنه لم يكن هناك أى نوع من التأمين من الشرطة ولا الجيش، وتم الاعتداء علينا والدخول بالقوة وحضروا التشريح، وتم تصوير الجثث داخل ثلاجة المشرحة، والغريب فى الأمر أن هناك بعض المنتقبات ادعين أنهن يبحثن عن ذويهن فأدخلتهن ليبحثن عنهم، ولكنهن أخرجن الكاميرات وصورن الجثث ورفضن مسح تلك الصور وكان ذلك همهن الأول ولم نستطع التعامل معهن لأن المشرحة كانت مقتحمة بالكامل.
■ أهالى الضحايا اتهموا المصلحة بتزييف التصاريح عن طريقة إرجاع سبب الوفاة للانتحار.. ردك على ذلك؟
- سأتقدم باستقالتى إذا ثبت أن هناك تقريرا واحدا لجثة شرحت بمصلحة الطب الشرعى مكتوبة به كلمة منتحر، وللعلم جميع الجثث التى تم تشريحها أثناء الفض حضر ذووهم التشريح وشاهدوا الإصابات وكتبنا التقرير أمامهم، وأريد أن أوضح أن الطب الشرعى لا يكتب كيفية حدوث وفاة الجثة، لكننا نكتب سبب الوفاة أى ماتت بطلقة أو طعنة وهكذا، وبالمناسبة الإخوان كان معهم الكثير من الكاميرات وصورونا أثناء كتابة التقارير والتشريح، فلماذا لم يخرجوا ما يثبت ذلك؟ رغم أنهم سيطروا بشكل كامل على المشرحة وكان هناك غياب كامل للشرطة والجيش، وهددونى بالقتل بالأسلحة البيضاء «المطاوى» ووضعوها على رقبتى حتى أقوم بفحص الجثث ظاهريا دون تشريحها واستخراج تصاريح لهم وتسليمها، ولكننى رفضت ذلك وأصررت على التشريح حتى أتلافى الأخطاء التى وقع بها الطب الشرعى فى ثورة يناير، لذلك استمررنا فى تشريح الجثث لمدة ثلاثة أيام.
■ ماذا عن الجثث التى تم استخراجها من تحت المنصة يوم الأحداث؟
- لم نستقبل إخطارا بهذه الجثث، جميع الجثث جاءت فى أوقات متقاربة جدا، ولكن هناك ٣١ جثة مجهولة الهوية لم يتم التعرف عليها حتى الآن من المحتمل أن يكونوا هم، منهم 25 جثة مجهولة تم دفنها ولم يتم التعرف عليها.
■ هل تعرف الطب الشرعى على الأسلحة التى تم استخدامها فى أحداث الفض؟
- الكلام عن معرفة نوع الأسلحة المستخدمة فى الثورات وأحداث الفض عبث ومستحيل، أولا أغلب الطلقات التى تم استخراجها من جثث فض الاعتصام سواء من الشرطة أو المدنيين من عيارى 7.62 و9 م وطلقات خرطوش من أسلحة آلية ومسدسات وطبنجات، والجميع يعلم أن هذه الأسلحة توجد بكثافة فى مصر وازدادت بعد الثورة، وثانيا حتى يستطيع الطب الشرعى معرفة نوع الأسلحة ومالكه يجب الحصول على جميع الأسلحة التى استخدمت فى مسرح الفض، ويقوم الطب الشرعى بإطلاق طلقة من كل سلاح ومقارنة بصمة كل طلقة بالطلقات المستخرجة من الجثث وهذا مستحيل أن يتم، ثالثا فى الدول الأوروبية يقومون بتسجيل بصمات جميع الأسلحة وهذا ليس موجودا بمصر غير أن إمكانيات الطب الشرعى فى مصر ضعيفة جدا.
■ ما ردك على تقارير منظمة "هيومان رايتس ووتش" حول فض اعتصام رابعة والنهضة والاتهامات التى وجهت للطب الشرعى؟
- تقرير هيومان رايتس زاد عدد الجثث 190 حالة وهذا تزوير كبير ولا يرقى للحقيقة، وأتحداهم أن يستخرجوا أسماء الجثث التى زودوا عددها، الغريب فى الأمر أن القائمين على المنظمة كانوا موجودين وسط الأهالى فى أيام الأحداث، وكنت أبلغهم بكل التفاصيل بشفافية كبيرة وأعطيتهم جميع الأسماء، وبالرغم من ذلك فإن تقريرهم يكذب القنوات التى تهاجم مصر، وأطالب منظمة هيومان رايتس باستخراج أسماء الجثث التى أعلنت عن عددهم فالبينة على من ادعى، ونحن لدينا مصداقية كبيرة وشفافية.
وأعتقد أنه لم يعد هناك جديد للكشف عنه حول ضحايا اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، والطب الشرعى برأ ذمته فى التقرير الذى أصدره بعد انتهاء تشريح الجثث وتم إعلانه للرأى العام بشفافية متضمنا الأسماء وعدد القتلى وطريقة إصابتهم، وكشفنا الكثير من المغالطات التى كان يتم تبادلها حول عدد القتلى وكذلك طريقة قتلهم خاصة الجثث التى وصلت للمشرحة محترقة، ومن يرد معلومات فعليه الرجوع إلى تقرير الطب الشرعى وقراءة ما به من معلومات حول فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة وإجمالى عدد الضحايا 726 قتيلًا، و31 جثة مجهولة الهوية، وعدد ضحايا الشرطة خلال الأحداث 206، منهم 146 بالقاهرة و55 بالمحافظات.
■ هل تم الكشف على قيادات الإخوان فى السجون الذين اتهموا الداخلية بتعذيبهم والاعتداء الجنسى عليهم؟
- تم الكشف ولم نجد أى آثار لذلك.
■ كم عدد حالات التعذيب داخل السجون؟
- منذ بداية العام لم نرصد إلا حالتين بهما آثار تعذيب، واحدة فى قسم كرداسة وأخرى فى قسم المطرية ولا نعلم إن كانت من أفراد الشرطة أم من مساجين.
■ بعيدا عن ملف الإخوان.. ما هى آخر مرة تم الكشف خلالها على الرئيس الأسبق مبارك؟
- آخر مرة تم الكشف على الرئيس الأسبق مبارك من الطب الشرعى كانت أول يوم لسماع المرافعات منذ حوالى 10 أيام، عندما استقبلنا خطابا يطالبنا بكتابة تقرير عن حالته الصحية وهل يستطيع حضور الجلسات أم لا، وسرعان ما توجهت إلى مستشفى المعادى العسكرى للكشف عليه، وتبين بعد الكشف أن ضغط دمه منخفض ونصحته بعدم حضور الجلسات لأن بها خطورة عليه وكتبت ذلك، لكنه رفض تماما ما قلته وأصر على الحضور وقال لى «لا أريد أن أؤجل الجلسات ومصمم على الحضور وأريد أن أحصل على شىء بدلا من التأجيل»، فقمت بكتابة تقريرى وسمحت له بالحضور ولكن بشرط وجود طبيب مرافق، وفى كلامى معه قال «إنه يرى أنه برىء تماما ويريد أن يحصل على البراءة».
■ هل الحالة الصحية للرئيس الأسبق مبارك تستدعى بقاءه فى المستشفى؟
- مبارك يبلغ من العمر 84 عاما وهذا العمر يحتاج إلى رعاية صحية كبيرة، لا يمكن توفيرها فى مستشفيات السجون.
■ وماذا عن تقرير الطب الشرعى النهائى لأطفال دار أيتام الهرم؟
- التقرير أفاد بأن هناك إصابات لثلاثة أطفال تتفق مع تاريخ الواقعة التى تعود إلى سنة، وثلاثة أطفال آخرين بهم إصابات حديثة وجروح، من ضمن 12 طفلا تم الكشف عليهم، وبمناسبة تقرير دار الأيتام أريد اقتراح أنه لابد من جود كشف طبى دورى وعشوائى على كل دور الأيتام والمسنين كل 6 شهورعلى الأقل، حتى تسطيع الدولة حماية الأيتام والمسنين من أصحاب الدور.
■ ازدادت أعداد حالات التحرش فى مصر فى الفترة الأخيرة حسب التقارير الحقوقية.. كم عدد الحالات التى يتم الكشف عنها سنويا؟
- عدد حالات التحرش الفعلى التى تصل إلى هتك عرض واغتصاب 800 سنويا، وهذا المعدل طبيعى جدا ولا يمثل خطورة كبيرة وليس فجا كما تقول تقارير المنظمات الحقوقية التى لها مصالح فى تشويه صورة مصر، وللحصول على دعم أكبر من الخارج، ولا يمثل ظاهرة ومصر ليست بهذا السوء، فالولايات المتحدة الأمريكية مثلا يصل العدد فيها إلى 350000 حالة سنويا، أما التحرش اللفظى فلا علاقة لنا به.