كيف يمكن للولايات المتحدة أن تهزم «داعش» ؟

كتب: أ.ف.ب السبت 23-08-2014 12:35

يصف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، تنظيم «داعش»، الذي استولى على أجزاء كاملة من أراضي سوريا والعراق بـ«السرطان»،وإن كانت الولايات المتحدة التي تقصف مسلحي هذا التنظيم في العراق منذ أسبوعين تريد القضاء عليه فكيف تستطيع تحقيق غايتها؟

تكثيف الضربات الجوية:

ففي خلال أسبوعين قامت وزارة الدفاع الأمريكية، «البنتاجون»، بتوجيه 93 ضربة جوية على أهداف في شمال العراق لحماية الأمريكيين ومساعدة قوات البشمركة الكردية والجيش العراقي. لكن إذا كانت واشنطن عازمة على القضاء على تنظيم «داعش» فلابد من تكثيف عمليات القصف الجوي.

وفي هذا الصدد أوضح الجنرال ديفيد ديتبولا، المتقاعد من سلاح الجو، والذي شارك خصوصا في اجتياح أفغانستان، في 2001: «ما يتوجب عمله هو القيام بحملة قصف مكثفة، فاستخدام القوة الجوية يجب أن يكون أشبه بعاصفة وليس برذاذ المطر».

مضيفا «أنها عملية واسعة النطاق، على مدى 24 ساعة طيلة أيام الأسبوع السبعة، وضغط القوات الجوية يجب أن يكون بصورة متواصلة للتمكن من وقف زحف مقاتلي التنظيم المتشدد وشل حركتهم وفعاليتهم».

واعتبر أن البنتاجون يمكن أن تستعين باستراتيجيته التي اعتمدها في أفغانستان عندما كان يقصف طالبان من الجو ما سمح لتحالف الشمال بالتقدم على الأرض.

:

لدى الولايات المتحدة حوالي 850 جنديا في العراق لمساندة قوات البشمركة والقوات العراقية وحماية الأمريكيين، لكن بعد سنتين ونصف السنة من انسحاب أخر جندي أمريكي من العراق يستبعد باراك أوباما إرسال قوات قتالية برية.

وأكد بن رودس مساعد مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، الجمعة «أن الاستراتيجية الطويلة المدى ستتضمن إرسال قوات برية لمقاتلة داعش قوات عراقية وكردية».

التدخل في سوريا:

«مسلحو «داعش» لا يحترمون الحدود بين العراق وسوريا»، حسب ما قال رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية، الجنرال مارتن دمبسي، فإن تنظيم «داعش» «هل يمكن هزمه بدون مهاجمة جناحه الناشط في سوريا؟ الجواب هو لا».

ويعتبر أنتوني كوردسمان، من مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، أنه لن يكون من الصعب على واشنطن تبرير التدخل في سوريا، وقال بعد قتل الصحفي الأمريكي، جيمس فولي: «بالاستناد إلى شرعة الأمم المتحدة يمكن بوضوح إثبات أن الحكومة السورية لا تحمي سوريا، وأن واشنطن في حالة دفاع مشروع عن النفس».

الحلفاء:

لا يمكن للولايات المتحدة أن تقضي على تنظيم «داعش» بمفردها، لسبب واحد وهو أن النزاعات في العراق وسوريا تعني بدرجات مختلفة كل جوار هاتين الدولتين، أي تركيا وإيران ولبنان ودول الخليج.

ويعتبر البعض ان تركيا حليف واشنطن داخل حلف «الناتو» تغض النظر عن المقاتلين المتوجهين إلى سوريا عبر أراضيها.

وفي تصريح مفاجئ، قال زلماي خليل زاد، الذي كان سفيرا للولايات المتحدة في العراق، في تصريح لمجلة «ذا ناشيونال إنتريست» إن «على واشنطن أن تحث على تعاون يشمل إيران وتركيا والمملكة السعودية».

أما الحلفاء الأوروبيون لواشنطن فقد وافقوا، الأسبوع الماضي، على إرسال أسلحة للمقاتلين الأكراد، ولتبرير معركتها لم تأل الولايات المتحدة جهدا كما فعل الجنرال دمبسي الخميس بالتذرع بالمخاطر التي يمثلها «الجهاديون» لدى عودتهم لبلدانهم الأوروبية الأصلية.

العراقيون السنة:

العرب السنة يمثلون نحو 20% من سكان العراق ويشعرون انهم مهمشون من قبل السلطة الشيعية، ما يدفع البعض إلى غض الطرف عن تجاوزات تنظيم «داعش» ومنذ تكليف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة لم تكف واشنطن عن دعوته إلى الاستجابة لمطالب كافة الأقليات. وتكمن الفكرة في دفع السنة إلى رفض «الجهاديين» من خلال «إعطائهم صلاحيات ومن خلال تقاسم عائدات» النفط معهم، على ما أوضح كوردسمان.