كواليس مخاوف «الإخوان» من إطاحة مرسي بهم على طريقة السادات

كتب: بوابة الاخبار الخميس 21-08-2014 16:18

قالت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، إن صقور جماعة الإخوان وأتباعهم في قصر الرئاسة، إبان حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، أظهروا مخاوفهم من تكرار مرسي ما فعله الرئيس الراحل أنور السادات ضد ما سمي بـ«مراكز القوى».

وأضافت الصحيفة أن سياسي كان في موقع رفيع داخل حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لـ«الإخوان»، يدعى «ح.إ»، أكد ما أفاد به لواء في القصر الجمهوري تحدث للمرة الأولى عن أن صقور جماعة «الإخوان» وأتباعهم في القصر أظهروا مخاوف من أن يكرر مرسي ما فعله الرئيس الراحل أنور السادات ضد ما سمي بـ«مراكز القوى» (نائب الرئيس ووزراء الدفاع والداخلية والرئاسة وقادة الاتحاد الاشتراكي) في الدولة عام 1971، وينقلب على «الإخوان».

ونقلت «الشرق الأوسط» عن اللواء «م.ف»، الذي عمل بالقرب من مرسي داخل القصر الجمهوري، قوله إنه حين بدأ الشارع المصري يتجه إلى الهدوء خلال الشهر الأول لتولي مرسي السلطة في صيف 2012، بسبب انفتاحه على القوى السياسية ومع كبار قادة الجيش والأمن والإعلام، شعر مكتب الإرشاد بالقلق مما بدا له أنه ابتعاد من مرسي عن الجماعة.

وتابع: «بعد شهر من حكم مرسي، الدولة هدأت قليلا، وبدا أن الجميع رضخ للأمر الواقع، بمن في ذلك خصوم مرسي و(الإخوان) في الانتخابات الرئاسية.. وأصبح الرئيس الجديد يقابل القيادات السياسية بمن فيهم مرشحون سابقون للرئاسة، واستقبل إعلاميين وكتابا وصحافيين وغيرهم. كما كانت العلاقة بينه وبين الأجهزة الرئيسة مثل الجيش والشرطة والقضاء والإعلام على ما يرام.. الكل استبشر خيرا. نحن أيضا قلنا ها هو قد أصبح لدينا رئيس جديد منتخب لمدة 4 سنوات».

«لكن يبدو أن الرياح لا تأتي دائما بما تشتهي السفن»، كما يقول المصدر، الذي يضيف أنه في تلك الأيام اجتمع قادة «الإخوان» وقد شعروا بالقلق بسبب ما عدوه ابتعاد مرسي عن الجماعة وتمضية معظم ساعات النهار في القصر الجمهوري مع قيادات رسمية من الأجهزة المعنية في الدولة.

وتأتي تصريحات اللواء ضمن سلسلة مقابلات أجرتها صحيفة «الشرق الأوسط» مع شخصيات في مدن القاهرة والإسكندرية ومرسى مطروح الواقعة في غرب البلاد، بعد أن كانت تلك الشخصيات قد تعاملت بشكل مباشر مع كل من مبارك ومرسي وبديع والشاطر، بينهم ثلاثة لواءات سابقين في الجيش، بالإضافة إلى قادة كبار في حزب مبارك قبل حله بحكم قضائي، الذي كان يعرف باسم «الحزب الوطني الديمقراطي».

واستكمل لواء الحرس الجمهوري كلامه قائلا: «وصلت لنا معلومات أن مكتب الإرشاد أخذ يتحسب من أن مرسي يسير في اتجاه الدولة، والدولة ستأخذه من (الإخوان)، وأنه يمكن أن ينقلب على الجماعة كما انقلب السادات على القيادات التي كانت معه، مثل سامي شرف وعلي صبري».

وأوضح أن ما زاد من مخاوف مكتب الإرشاد أن وصول مرسي للحكم كان مثل وصول السادات للحكم «حين مات عبد الناصر كانت القيادات الموجودة كلها قيادات كبيرة ومخيفة، بينما كان الضعيف بينهم هو السادات.. لو اختاروا مثلا شعراوي جمعة (وزير الداخلية وقتها)، كان سيقف له سامي شرف (وزير شؤون رئاسة الجمهورية).. وبالتالي اتفقوا على اختيار السادات على أساس أنه الأقل نفوذا وتحت أيديهم.. بينما في الحقيقة كان السادات ينتظر اللحظة المناسبة حتى جاءت فوضعهم في السجون. وبالمثل كان نفوذ مرسي ضعيفا داخل مكتب الإرشاد مقارنة بالكبار من أمثال الشاطر ومحمود عزت وبديع نفسه»، مشيرا إلى أن مرسي قبل أن يصبح رئيسًا، كان يقوم بمهام ثانوية لقادة «الإخوان»، تجعل إمكانية التجرؤ عليه من مكتب الإرشاد قائمة، وأنه بعد أن أصبح قائدا للدولة، بدا أن ثقة الجماعة فيه ليست على ذلك القدر الذي قد يتصوره البعض.

واختتم اللواء حديثه قائلا: «وصلنا أن قيادات مكتب الإرشاد كانت تتخوف من هذا الموضع وتضع تجربة السادات مع القيادات السابقة للنظام في الحسبان.. وعلى هذا قام مكتب الإرشاد بعقد اجتماع في مقره في المقطم، برئاسة بديع، وكان الشاطر أبرز الموجودين فيه حيث أبدى قلقا من تصرفات الرئيس (الإخواني)، وعدم اتخاذه أي خطوات ترضي الجماعة ومكتب الإرشاد، لا من خلال طلب المشورة ولا من خلال عرض نواياه التي يريد أن يبني عليها طريقة إدارته للدولة.. وعلى ذلك قرر مكتب الإرشاد في ذلك الاجتماع الذي عقد فوق هضبة المقطم، التوجه إلى مرسي في القصر الجمهوري.. كان هذا أول اجتماع في مقر دار الحكم الجديدة التي ينعم فيها مرسي بالحراسات والخدم والمستشارين، وعقد هذا الاجتماع الأول من نوعه في مطلع أغسطس عام 2012، في قاعة المقابلات المخصصة لكبار زوار الرئيس، وهي قاعة واسعة فيها نحو 20 مقعدًا، إضافة لكنبة موجودة بجوار المقعد المخصص للرئيس».