لم يعد لجسد مثل جسد السندريلا سعاد حسنى أو سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وجود لافت حاليا، فمع تغلغل مطاعم الوجبات السريعة فى مصر وسيطرة ثقافة «كُل كثيرا وتحرك قليلا»، باتت البدانة سمة لكثير من السيدات والفتيات المصريات، اللائى سجلت نسب بدانتهن 36% وفق دراسة أعدها معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية المصرى.
ورغم وفرة المعروض من الملابس الجاهزة فى السوق المصرية، فإن البدينات يعانين من عدم وجود ما يناسبهن من الأزياء، فالمقاسات أغلبها أوروبى نتيجة اعتماد السوق على الملابس المستوردة التى تبلغ نسبتها حوالى 55 فى المائة من حجم الملابس المتداولة.
النحيفات ومعتدلات القوام لسن أسعد حظا فهن يعانين ابتعاد الموديلات المودرن عن التقاليد المصرية فبعضها مكشوف، أو قصير للغاية قد تضطر الفتاة معه لارتداء قطع مكملة كالباديهات تحت البلوزات أو الاسترتش تحت الجونلات القصيرة،
وربما هذا ما دفع المصريات لمجافاة الأزياء المدنية وارتداء العباءات الخليجية، وهو ما كشفته دراسة حديثة لغرفة الصناعات النسيجية التابعة لاتحاد الصناعات المصرى والتى أشارت إلى أن السوق استهلكت نحو 10 ملايين عباءة فى أواخر 2009، وأرجعت هذا الإقبال إلى أن العباءات تتماشى مع التعاليم الإسلامية ومناسبة لجميع الأحجام والأجسام.
وفى الوقت الذى أهمل فيه المصممون المصريون عمل موديلات مخصصة للمصريات وتحديدا البدينات منهن، لجأت الأمريكية «جوين ديفو» لتنظيم حدث فريد من نوعه مؤخرا، هو أول أسبوع لعروض أزياء البدينات فى نيويورك، حاولت من خلاله جذب المستهلكات البدينات والمصممين والبائعين.
تقول مصممة الأزياء هالة خورى: هناك بالفعل مشكلة فى الأزياء الخاصة بالبدينات وذلك لأن مصمم الأزياء عندما يعرض موديل يبحث عن الجسم المتناسق الذى يبرز جمال التصميم، وبعض مصممى الأزياء يتعاملون مع البدينة كحالة خاصة ويصمم لها ما يناسبها بطريقة «التفصيل»، والبعض الآخر يتجاهل هذه الفئة لأنهم يرغبون فى التعامل مع الأغلبية من المقاسات، وهى لأصحاب الأجسام المتوسطة والنحيفة.
كل هذا يتم بالرغم من أن وجود محال توفر الصيحات الجديدة للبدينات سيحقق مكسباً للمصمم على عكس المتوقع وذلك لأنه يعمل فى مجال متخصص، والمشكلة تتجسد بشكل أكبر عند الفتيات اللاتى يبحثن عن خطوط الموضة الجديدة والشبابية ولا يجدن مقاساتهن فبالتالى يلجأن إلى ارتداء الموديل بمقاس أصغر مما يساعد على إبراز عيوب الجسم أكثر من إخفائها، لكن هناك بعض المصممين حاليا باتوا يقدمون تصميمات مختلفة للأجسام الكبيرة، وليس صحيحاً أن أسعارها مرتفعة ولكنها مناسبة لأننا نخاطب فتيات الجامعة والنساء العاملات.
أهم نصيحة للفتاة الممتلئة هى تجنب الأكل السريع الجاهز لأنه يزيد نسبة الدهون بالجسم بشكل كبير، وأفضل علاج لمشكلتهن مع الأزياء هو ارتداء الموديلات التى تقسم أى منطقة كبيرة فى الجسد إلى نصفين بحيث تقلل من هذا الكبر، فأصحاب الأرداف الكبيرة مثلا لا ينصح بارتداء باديهات تنتهى عند الوسط أو بلوزات طويلة تنسدل من عليها ولكن الأفضل أن تنتهى عند منتصف الأرداف.
ويقول خالد جودة، صاحب مصنع ومعرض للملابس الجاهزة: 30% من البضائع الموجودة بمحلى صناعة مصرية والباقى مستورد، فالملابس المستوردة أفضل فى موديلاتها وخاماتها، كما أن الإقبال عليها أكبر من المصنع محليا، وأغلب بضاعتى من خارج مصر أستوردها من الصين وتايلاند وتركيا، وأنتقى منها المحتشمة وما يتناسب مع السوق المصرية.
موديلات الأزياء البناتى المستوردة غالبا ما يقبل عليها الفتيات صغيرات السن والآنسات وتحديدا النحيفات، أما الممتلئات فأستمع إلى شكواهن الدائمة بعدم وجود مقاساتهن من الموديلات التى تعجبهن، وهو ما نحاول علاجه فى المصنع بتوفير المقاسات الكبيرة من تلك الموديلات الأوروبية، أما المنتج المصرى فللسن الأكبر «الحريمى» ويمتاز بكبر مقاساته واحتشامها وتماشيها مع التقاليد المصرية.
وللأسف.. الملابس المصرية غير قادرة على منافسة المنتج المستورد، حيث يتعرض الصانع المصرى لأعباء كثيرة تقلل من جودة منتجه، ولا توجد تسهيلات للمنتجين مما يجبرهم على ضغط نفقاتهم لأقصى حد لتحقيق هامش بسيط من الربح، مثل توفير الأيدى العاملة واستخدام خامات رخيصة ومحاكاة الموديلات الغربية دون التعاقد مع مصممين متميزين يبدعون موديلات مختلفة ومميزة ومناسبة لذوق وبيئة وأجساد المصريات.
أما عن رأى البدينات فى مشكلتهن، فتقول «هناء 23 سنة»: دائما ما أحشو نفسى داخل الألوان الغامقة لكى أبدو أقل وزنا، حتى فى فصل الصيف أرتدى تونيكات سوداء وهو ما يؤرقنى ويسبب لى الاكتئاب، خاصة أننى كثيرا ما تعجبنى أزياء ولا أستطيع ارتداءها، والعجيب هو انتشار الموديلات «وان سايز» وأجد البائعين يحاولون إقناعى بأنه يناسب كل المقاسات لأنه «مطاط»!
و تقول «نسرين عبدالله، طالبة جامعية»: لتفادى مشكلتى مع الملابس أحيانا ما ألبس قمصان أخى لبساطتها ومناسبتها لمقاسى. أقوم بعدة جولات على محال الملابس قبل شراء الملابس، لأن المقاسات المطروحة لا تناسبنى، الغريب أننى أرى موديلات من البلوزات «البادى» القصيرة، مطروحة فى المحال للبيع لبنات العشرين والثلاثين فى حين أنها لا تناسب سوى فتيات الابتدائى أو الإعدادى على الأكثر! وهناك نوعية أخرى مقاساتها مناسبة ولكنها تفتقر للذوق، نِسًبها غير مضبوطة و«الفينيشينج» الخاص بها ردىء، كما أنها مناسبة أكثر لنساء الأربعين والخمسين.
وتقول الشاعرة نجاة على: أراعى فيما أختاره من ملابس أن تكون مناسبة لسنى وطبيعة تحركاتى ومقاسى، وللأسف أبذل جهدا كبيرا للوصول إليها لأننى لا أستطيع ارتداء المعروض فى الفاترينات من موديلات عارية، وأعتمد فى حل هذه المشكلة على بعض الموديلات التى أشتريها خلال سفرياتى لتركيا وإيطاليا، وفى مصر أشترى من محال الأزياء بمناطق وسط البلد والمعادى وشبرا،
وهى المحال التى سبق أن جربتها وعرفت جودة موديلاتها، كما أميل أحيانا للأزياء ذات اللمسة الفرعونية، فأذهب خصيصا لخان الخليلى لشرائها، ولكن للأسف لم تعد خاماتها جيدة كما أن التجار يبالغون فى أسعارها، وتناسبنى أكثر الموديلات التركية لأنها تكون واسعة وكلها شياكة، كما أنها بسيطة وغير مزدحمة بالتطريز والتفاصيل الزائدة.