قال المركز المصري للحق في الدواء، إنه بالرغم من وصول وفيات فيروس «إيبولا» لنحو 1943 شخصًا على مستوى العالم إلا أن جميع شركات الأدوية العالمية لم تحرك ساكناً إلا مع إصابة الأمريكيين «كينت برانتلي ونانسي رايتبول»، وهما من أعضاء فرق الإغاثة بغرب أفريقيا، وهما موجودان في منطقة معزولة في أحد مستشفيات أتلانتا للعلاج.
وأضاف المركز في تقرير أصدره، السبت، أن هناك صراعاً محموماً بين شركات الأدوية العالمية لمعرفة الدواء المناسب للحماية من هذا المرض الشرس، حيث قالت إحدى الدوريات العالمية «لانسيت»، إن الشركات تكبدت مبلغ 4 مليارات دولار للبحث العلمي.
وأكد المركز أن سلوك هذه الشركات غير أخلاقى بالمرة، لأن هذه الشركات العابرة للقارات، منذ بدايات الإعلان الرسمى لمنظمة التجارة العالمية وإبرام اتفاقيات الجات، من شأنها تعود بنا إلى زمن الاحتكاريات الكبرى بحيث تحتكر الشركات الدوائية تحت حماية (قانونية دولية)، وهو الأمر الذى تعاظم مع وجود تشجيع كامل لسلوك هذه الشركات من منظمة الصحة العالمية التى شجعت هذا الأمر وفق قوانين حماية الملكية الفكرية، جعلت شعوب العالم الثالث تواجه «الأمراض البيولوجية» تفتك بمواطنيها وهي تقف موقف العاجز عن فعل شيء.
وأضاف المركز أن ظهور الأوبئة في أفريقيا قلّل من مساهمات الشركات في الوصول للدواء، بسبب عدم قدرة مواطنى الشعوب الأفريقية على شراء هذه الأدوية مرتفعة الثمن، مبدياً تعجبه من سرعة إعلان شركة «ماب بيوفارماسيوتيكالز» في سان دييجو الأمريكية، أنها المطور الرئيسي لعقار «زي ماب»، متسائلاً: «لماذا لم يظهر هذا الدواء عندما كانت الوفيات تزداد من وباء الإيبولا في غرب أفريقيا حتى وصلت إلى أكثر من 1300 شخص، حتى أصيب اثنان من الأمريكيين بهذا الوباء؟».
وكشف التقرير عن أن شركة «ماب» من بين 15 شركة ومؤسسة مُنحت مجتمعة مبلغ 28 مليار دولار من مؤسسة الصحة الوطنية الأمريكية لإجراء أبحاث على مرض «إيبولا» فى أعقاب هجمات سبتمبر على أمريكا، حيث تقول شركة ماب إنها تتعاون مع شركائها، ومنها الحكومة الأمريكية ووزارة الدفاع، لزيادة إنتاج دواء «زي ماب».
وأكد المركز أن خبراء الصحة فى العالم لم يقتنعوا بما قالته ماري باول كيني، مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، التي قالت: «نحن في وضع غير عادي، لدينا مرض نسبة الوفيات الناتجة عنه عالية، ولا يوجد دواء أثبت نجاحاً في علاجه، ونحن بحاجة إلى سؤال الفلاسفة في علم الأخلاق».
وتابع أنه «بالفعل قامت منظمة الصحة العالمية بعقد اجتماع لمراجعة أخلاقية لعلاجات تجريبية لمرض إيبولا، بعد هجوم عدد من المنظمات على طريقة الإعلان عن العقار دون أسانيد علمية، بل قامت دوريات كبرى فى التشكيك فى الأمر أن هناك تجارب سيئة السمعة يجري الإعداد لها وتستغل الحاله الصحية العالمية، طمعًا فى إعادة ترتيب الشركات العالمية وتحقيق أرباح باهظة».
وأكد المركز أن الحرب قائمة حالياً بين الشركات العابرة والحكومات في العالم الثالث، وسيدفع ثمنها الفقراء.