انتقد بابا الفاتيكان، فرانسيس الأول، السبت، «النفاق» الذي يمارسه رجال الدين، الذي «يعيشون كالأغنياء»، داعيا المجتمع الكنسي إلى الإلتزام بنذر الفقر، خلال زيارته لمركز للعناية بمتحدي الإعاقة في العاصمة الكورية الجنوبية، سيول.
وقال البابا: «النفاق الذي يمارسه الرجال والنساء القديسين الذين ينذرون الفقر لكنهم يعيشون كأغنياء، يؤذي روح المؤمنين ويضر بالكنيسة»، وذلك في كلمة له أمام 4 آلاف من أفراد الكنيسة في كوريا الجنوبية بمركز «بيت الأمل»، في منطقة ككوتونجناي، وحذر من «خطر النزعة الاستهلاكية على فقر الحياة الدينية» في البلاد التي حققت طفرة اقتصادية هائلة خلال العقود المنصرمة، مبرزا في الوقت ذاته أن التعفف «يعني بشكل مؤكد حب الله».
كان البابا زار أيضا، في وقت سابق من السبت، مدافن للأجنة المجهضة تتبع المركز الكاثوليكي، في اليوم الثالث من زيارته للبلد الآسيوي.
وطاف البابا فرانسيس بأرجاء المقبرة الواقعة في حديقة ملحقة بالمركز حيث يوجد تمثال للعائلة المقدسة تحيطه مئات الصلبان المصنوعة من الخشب الأبيض والتي تشير إلى الأجنة المجهضة، وأدى البابا الصلاة من أجل الأجنة التي لم يكتمل نموها.
يشار إلى أن كوريا الجنوبية تشهد أحد أعلى المعدلات عالميا في الإجهاض، حيث تشير البيانات الرسمية المنشورة إلى أن 2005 شهد حدوث 340 ألف عملية إجهاض، مقابل 440 ألف ولادة.
ويبيح القانون الكوري الجنوبي الإجهاض في حالات مثل الاغتصاب وزنا المحارم ووجود خطر على حياة الأم أو إصابتها بأمراض وراثية، مع تحديد مهلة قدرها 24 أسبوعا منذ الحمل.
ومن المنتظر أن يختتم بابا الفاتيكان زيارته إلى كوريا الجنوبية بعد غد الاثنين وهي الزيارة التاريخية نظرا لكونها الأولى من نوعها على مدار عقدين اثنين التي يقوم بها بابا للفاتيكان إلى شرق آسيا، والأولى منذ 25 عاما إلى كوريا الجنوبية حيث يعيش خمسة مليون و400 ألف كاثوليكي يمثلون أكثر من 10% من إجمالي تعداد السكان.