هناك في أعالي القارة القطبية تتدفق شلالات المياه الحمراء من الشقوق الجليدية لنهر تايلور الجليدي وبحيرة بوني الواقعين بقلب واحدة من أكثر الصحاري المتطرفة، تحديدًا بمنطقة فيكتوريا شرق القارة القطبية المتجمدة أنتاركتيكا، حسبما أشار موقع «مترو» البريطاني.
وبعيدًا عن كل سيناريوهات الممكن والمحتمل فإن شلالات المياه الحمراء تشكل حدثًا حقيقيًا تشهده القارة القطبية حيث تتدفق شلالات المياه على خمسة مستويات من وادي ماك موردو بشكل مطرد.
ويعزي العلماء وجود هذه الشلالات إلى ارتفاع في مستوى مياه البحار منذ 5 ملايين سنة، وهو ما أدى إلى حدوث فيضان غمر شبه القارة القطبية، وتشكل بفعله بحيرة مالحة، ثم تراكم الجليد على سطح البحيرة وعزلها عن عوامل الضوء والهواء، فازدادت ملوحة البحيرة 3 مرات أمثال نسبة ملوحتها الأولية.
ولأن مياه البحيرة المالحة غنية بمادة الحديد، فقد أدى تفاعل تلك المادة الموجودة في جيوب بعيدة عن عوامل الضوء والهواء لمدة تزيد على الخمسة ملايين سنة، إلى تكوّن مُركب يُعرف بأول أكسيد الحديدوز، الذي يتميز بلونه الأحمر القاتم، وهو الذي يعطي الماء المتدفق من الشقوق هذه الصبغة لتبدو شلالات المياه وكأنها شلالات دم.