الجهاد ضد الصهاينة

محمد الكفراوي الثلاثاء 12-08-2014 21:54

لم أتخيل يوما أن شخصا مصريا أو عربيا يمكن أن يصف نضال أشقائنا الفلسطينيين ضد الاحتلال الصهيونى بسوء، أو يتناوله بشماتة أو ضغينة.. لماذا يحدث هذا الآن؟ هل لأن حماس هى من تقود مغامرة حرب ضد الجيش الصهيونى، فى مقابل حركة فتح التى تقود التفاوض على المستوى الدولى لاسترداد حقوق الفلسطينيين المسلوبة.. لماذا أصلا هذه الحرب الآن فى غزة؟ لماذا تدفع غزة وأهلها من المدنيين الأبرياء ضريبة مغامرات حماس، لماذا يدفع الأطفال ضريبة تصرفات الكبار بكل ما يمثلونه من عنترية، لماذا قررت كتائب المقاومة نبش القضية والتضحية بالمئات فى أتون حرب لا قبل لهم بها؟ هل هو الخوف من انزياح موجة الربيع العربى بكل حسناتها وسيئاتها دون أن تستفيد منها القضية الفلسطينية، أمُّ القضايا العربية بلا منازع، هل هى حرب اليأس والرمق الأخير، بعد أن فقدت حماس أملها فى العون من قبل جماعة الإخوان ـ حليفتها والشجرة الأم لأفكار الحركة ـ التى تملكت السلطة فى مصر، وما لبثت أن فقدتها بغباء سياسى منقطع النظير؟!

فى خضم هذا العبث- الذى لا يرقى لمستوى الحرب نظرا لعدم التكافؤ، بل يندرج تحت مفهوم الإبادةـ أسر كاملة تموت عن بكرة أبيها، تحت قصف جيش الصهاينة، لم نسمع صوتا للإخوان، لا حركة، لا وجه لمساعدة كتائب المقاومة، بل على العكس تماما، محاولات للتفجير هنا وهناك، ما زالت أيديهم تتلوث بدماء أبناء شعبهم، والحرى بهم التوجه بما يمتلكون من أسلحة ومتفجرات يزرعونها تحت محطة كهرباء فى مصر حينا، وبجوار سنترال حينا آخر، وتحت خط غاز حينا ثالثا، وتنفجر فيهم حينا رابعا، الحرى التوجه بهذا الكم من الأسلحة والمتفجرات إلى أصحاب القضية الحقيقية بدلا من تفجيرها غلا وكرها فى شعب رفض تسلطهم، وبدلا من المتاجرة بالعيب فى دور مصر خلال حرب الإبادة ضد غزة، فمصر كانت صاحبة الخطوة الأولى «المبادرة» والمساعدات الأولى للشعب الفلسطينى المكلوم، جيش مصر يقدم المساعدات لغزة، قلة من الوطنيين الشرفاء يتوجهون إلى غزة بقوافل طبية ومساعدات ونية صافية، دون التفكير فى المزايدة على دور مصر. الأجدى بالمزايدين أن يقنعوا أصحاب مرجعياتهم من الإسلاميين إخوانا كانوا أم جماعات أم جهاديين، بادخار جهودهم ومتفجراتهم وأسلحتهم للعدو الحقيقى.. فى مواجهة الصهاينة بدلا من تفجير وقتل أبناء شعبهم، ولكن لمن هذا الكلام.. إذا كان رئيسهم السابق مرسى حشد الإرهابيين جميعا على تفاوت درجاتهم فى استاد القاهرة فى حفل مشهود، تضامنا مع سوريا، وداعيا لإسقاط بشار، ودعا بعض الحضور لفتح باب الجهاد فى سوريا، وعلى إثر هذه الدعوة توجه شباب أبرياء لتلبية الدعوة واستشهدوا هناك، ولم يحدث أن أقام مرسى وعشيرته مؤتمرا أو حفلا مشابها أو دعا أنصاره لفتح باب الجهاد ضد الصهاينة، رغم تعرض غزة للقصف فى عهده، بل اكتفى بالتدخل لدى رفاقه من حماس لإنهاء القصف المتبادل، مستخدما هذا التدخل ورقة سياسية لتحقيق مكاسب دولية لنظامه الفاشى.. والسؤال الآن: لحساب من كان يعمل مرسى ورفاقه؟ ولماذا فتحوا باب الجهاد فى سوريا وأغلقوه فى فلسطين المحتلة؟

ولحساب من ينفى القرضاوى شرعية الجهاد ضد الصهاينة؟