«أيزيديون» يروون قصص النجاة من «مصيدة الموت» على جبل سنجار

كتب: رويترز الثلاثاء 12-08-2014 11:39

وصل عدد من الأيزيديين من سكان شمال العراق إلى هذه البلدة الكردية بعد فرارهم من مصيدة الموت فوق جبل سنجار وقد استبد بهم التعب والخوف ويقولون بأسى إنهم خلفوا وراءهم ذويهم في العراء.

وداخيل وهو راعي غنم فر مع أسرته إلى اخاديد صخرية عند المراعي المحيطة بسنجار ولكن عندما بدأ رحلته الشاقة والخطيرة بحثا عن ملاذ أمن بعيدا عن جبل سنجار ترك والدته البالغة من العمر 95 عاما.
وقال داخيل «تركت والدتي على الجبل في كهف. قالت لي أريد البقاء هنا. انجوا بأنفسكم».
وفر داخيل وآلاف آخرون خلال الأيام القليلة الماضية وهبطوا من فوق الجانب الغربي للجبل وعبروا سهلا إلى الحدود السورية ثم عادوا مرة أخرى للعراق إلى إقليم كردستان العراق دون أن يمسهم مسلحو الدولة الإسلامية بسوء. والأيزيديون من الأقليات التي فرت من قراها أمام زحف مقاتلي «داعش» الذين رفعوا أعلامهم فوق عدة بلدات في شمال غرب العراق في الأسابيع الأخيرة.
وبالنسبة لكثيرين ممن فروا من فوق جبل سنجار بفضل مساعدة قوات البشمركة خفيفة التسليح وبعص الحراس الأيزيديين جاءت المعونات الغذائية والمياه التي أسقطتها القوات الأمريكية والعراقية على الجبل خلال الأيام الخمسة الأخيرة متأخرة جدا.

وقال الناجون الذين وصلوا لدهوك الإثنين إن محنة سكان سنجار بدأت بقصف قوات تنظيم «داعش» للبلدة في مطلع الأسبوع الماضي وطردهم القوات الكردية ما دفع الالاف للفرار إلى قمة الجبل. ولكن لا يوجد ملاذ أمن.
وقال خلاف حاجي الذي يعمل في مدرسة «حين صعدنا لقمة الجبل أطلق القناصة الرصاص علينا. وألقت الفتيات بأنفسهن من فوق قمة الجبل. لم نعد نثق بالعراق. أسروا الآلاف من نسائنا.«ولم يستطع الفارون سوى حمل كميات قليلة من الغذاء والمياه والاسعافات الطبية معهم ولم يجدوا ما يقيهم حرارة الشمس القائظة. وقال مورال رجل الشرطة «على الجبل... مات أكثر من 30 شخصا جوعا. عاد بنا الزمن أكثر من 100 عام فوق الجبل« وروي كيف استبد اليأس برجل ما دفعه ليقتل نفسه وشقيقاته الخمس هربا من المعاناة.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها شنت عدة غارات جوية على مواقع «داعش» الإثنين مستهدفة المتاريس والمركبات قرب جبل سنجار وفي وقت سابق أصابت الطائرات المدفعية التي تقصف الجبل.
وفي واشنطن وفي الأمم المتحدة قال مسؤولون إنهم يبحثون سبل فتح ممر آمن لنقل من لا يزالون محاصرين على قمة الجبل ولكن ليس هناك ما يشير لقرب تحقيق ذلك. وقال وليام مانفيل المسؤول الكبير بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الإثنين «نحن نتعامل الآن مع الشق العاجل
من الأزمة. وينصب اهتمامنا في الوقت الراهن على تقديم مساعدات عاجلة لمن يقاسون.«
وسئل إذا كان سيتاح ممر آمن للمحاصرين قريبا فأجاب «نقيم حاليا ما هو ممكن وغير ممكن وندرس مدى التأثير على مواقع (المقاتلين) الذين يضربون الحصار».

وقال كيران دوير المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الانسانية الموجود حاليا في أرجيل بكردستان إنه وأخرين يعملون على فتح ممرات آمنة للمحاصرين.
وصرح دوير للصحفيين في نيويورك عبر الهاتف «ليس ضروريا أن نفتح ممرا آمنا وحيدا في الوقت الحالي وأؤكد أنه من يهبطون من الجبل لا يزال أمامهم عبور منطقة خطيرة قبل الوصول لملاذ أمن.«ورغم المعاناة فوق الجبل لازال عشرات الالاف يلجأون إليه لإدراكهم التهديد لحياتهم
من جانب المسلحين.