الدولة العميقة

نيوتن الإثنين 11-08-2014 22:19

أصبح شائعا أن مفهوم الدولة العميقة هو رجال النظام السياسى الأسبق. أصبحنا نفهم خطأ أن هؤلاء يجب إقصاؤهم من الحياة السياسية والوظيفية بصفة عامة. أصبح البعض يروج لمثل هذه الأفكار على اعتبار أنها ضرورة ثورية وفقط. وبعد أن جاء الإخوان وتم إقصاؤهم. بدأت مطاردة مؤيديهم أيضاً فى كل المواقع. إذن هناك من لا يريد أحدا فى سد حياتنا الوظيفية لا من النظام السابق ولا الأسبق. هناك بالفعل من جاهر بذلك الطلب. من يريدون إذن. ومن تبقى. ومن هم البدلاء؟ لا أدرى.

كان يجب توضيح مفهوم الدولة العميقة منذ البداية. كان يجب وضع تعريف محدد لها. هى الدولة البيروقراطية التى يئن شعبها تحت وطأة قوة المكتب. أو هى دولة الروتين التى تؤدى، شئنا أم أبينا، إلى الفساد. أو هى الدولة التى فشلت فى تحقيق إنجاز ما. اقتصاديا كان أو سياسيا أو اجتماعيا. أو هى الدولة التى لم تحقق تقدماً فى مجالات الحرية أو الديمقراطية. أو هى الدولة التى لم تحقق تطلعات شعوبها بصفة عامة.

إذن نحن أمام فعل ولسنا أمام أشخاص. يجب تغيير القوانين بما يغير من تعاملات هؤلاء الأشخاص. يجب تغيير الأنماط واللوائح الإدارية بما يغير من سلوكهم. يجب تعديل قواعد العمل بما يضاعف الإنتاج. بما يقلل من وقت إنجاز المعاملات. بما يرفع من نسب النمو. لم يكن الإقصاء حلًا لمشاكل أى مجتمع أبداً. لم يكن الفرز الطائفى أو السياسى عامل استقرار. كما لم يكن الاعتماد على فصيل بعينه أو فئة بعينها حلًا أمثل لعلاج أزمات المجتمعات.

الدولة العميقة إذن هى لوائح وقوانين هذه الدولة. كان الأفراد فى كل المواقع ضحايا لهذه اللوائح وتلك القوانين. أياً كانت مواقعهم. قيادية كانت أو دونية. من ثم كان عامة الشعب ضحايا أيضاً لهذه القوانين المنظمة للعمل. وليس للقائمين على تنفيذها. الدليل على ذلك هو أن هذه القيادات أيضاً تخضع فى معاملاتها لنفس القوانين التى يعانى منها العامة.

المنطق والعقل يستنتجان أن المطلوب الآن هو تغيير اللوائح والقوانين والقواعد المنظمة للعمل فى كل المجالات. تغييرها بما يضمن التقدم والتطور والنمو. بما يضمن عدم تكرار ما حدث من أزمات. بما يضمن خلق بيئة إنتاج نظيفة تحتضن الجميع. ربما كان أهم عوامل إخفاق النظامين السابقين إلى جانب الإقصاء. العمل من خلال نفس القوانين العقيمة. لم يحدث تطور من أى نوع. لا فى هذه ولا فى تلك. البيروقراطية هى البيروقراطية. الناس يقضون معظم أوقاتهم فى المكاتب الحكومية. أصحاب رؤوس الأموال المحليون يفكرون طويلا قبل الإقدام على أى عمل. ما بالنا بالقادم من الخارج.

هذه هى الثورة الحقيقية التى نحتاجها.

Newtonalmasry4@gmail.com