أكد الرئيس التركي المنتخب، رجب طيب أردوغان، في خطابه بالعاصمة التركية أنقرة، بعد الإعلان عن النتائج غير الرسمية لانتخابات الرئاسة التركية، الليلة الماضية، أنه سيكون رئيسًا لـ 77 مليون مواطن تركي وسيحتضن الشعب بمختلف أطيافه، مضيفا أن «هذه الانتخابات فاتحة لمرحلة جديدة للبلاد»، فيما انتقدت أحزاب المعارضة التركية الأجواء التي جرت فيها الانتخابات الرئاسية.
فمن جانبه، وصف السكرتير العام لحزب «الشعب الجمهوري» المعارض، خلوق كوج، نتائج الانتخابات الرئاسية بأنها «نصر لمرشحهم وعدم فشلهم في الانتخابات التي جرت في أجواء بعيدة عن العدل والمساواة حيث استخدم مرشح حزب العدالة والتنمية أردوغان جميع إمكانيات الدولة لصالحه»، بحسب قوله.
أما زعيم حزب الحركة القومية المعارض دولت بهتشلي، فاعتبر أن «الرشوة فازت وخسر الصدق»، مؤكدًا أن نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات الرئاسية كانت ضعيفة ولكن حزب الحركة القومية يحترم اختيار الشعب. وأضاف بهتشلي أن «هذا الشخص، في إشارة إلى أردوغان، تحوم حوله الشكوك وليس فوق مستوى الشبهات، ولا يمكننا اعتباره رئيسا للجمهورية في ضمائرنا»، بحسب قوله.
ومن جانبه، قال مرشح المعارضة أكمل الدين إحسان أوغلو، في تصريحات للصحفيين تعليقا على نتائج الانتخابات، والتي كان فيها أكثر دبلوماسية: «أهنئ المرشح طيب أردوغان بفوزه بالانتخابات الرئاسية، نعم، هو فاز ولكن بطريقة الخسارة»، مشيرًا إلى أن النسبة التي حصل عليها (أوغلو) تكذب أولئك الذين زعموا أنه شخصية غير معروفة ولا يتقن السياسة.
وبدوره، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو: «خسرت الديمقراطية والسياسة النزيهة ولكن حتى مع فوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية، لن نتخلى عن مطاردة الفساد والرشاوي»، بحسب قوله.
أما صلاح الدين دميرطاش، مرشح حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، والذي أثبت بأدائه المتوازن أن له شعبية وكاريزما يمكن أن تتجاوز المدن الكردية، فقد صرح للصحفيين بعد الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات بأنه «متفائل بالمستقبل وأن حصولي على هذه النسبة ستمثل بداية لخطوات جديدة في حياتنا الحزبية وسيكون هدفنا تشكيل كتلة حزبية قوية لها تنظيمات في عموم المدن التركية».
وقد أعلن فوز أردوغان بانتخابات الرئاسة التركية بعد حصوله على نسبة 51.8% وذلك بعد فرز جميع أصوات الناخبين، فيما حصل منافساه إحسان أوغلو على نسبة 38.4%، ودميرطاش على نسبة 9.8%، ولم تقتصر أصوات الأخير على مدن جنوب شرقي تركيا حيث التركز السكاني الكردي، بل من خارجها أيضا مثل مدن إزمير وأنقرة وسقاريا ومانيسا، وبذلك يفوز أردوغان بمنصب رئيس الجمهورية التركية الثاني عشر، وسيتسلم رسميا مهامه من عبدالله جول، الذي ستنتهي ولايته في 28 أغسطس الجاري.