مالى..بطلة النهايات غير السعيدة ‏

كتب: عمرو الصاوي الجمعة 01-01-2010 18:24

عندما تذهب إلى «باماكو» عاصمة مالى وتسأل عن منتخب البلاد لكرة القدم لن ‏تظهر لك سوى علامات الأسى على وجه من تقابلة  فالمنتخب الذى طالما داعب ‏احلام أبناء بلادة  إقترن إسمه على الدوام بسوء الحظ والنهايات الحزينة .‏

‏ وربما كان سوء الحظ الأول الذى واجه الدولة الواقعة «غرب افريقيا» هو انها لم ‏تستطع أن تكون قوة كروية  تقف قدماً بقدم مع جيرانها فى الغرب الافريقى ‏‏«غانا», «الكاميرون» و«نيجيريا»  فالكاميرون وغانا حصلا على البطولة أربع ‏مرات لكل منهما فيما توجت نيجيريا باللقب مرتان وتعتبر مشاركة هذا العام ‏المشاركة السادسة لمالى فى البطولة ,ورغم قلة مشاراكتها إلا أنها دائماً ماكان لها ‏رحيقها الخاص فى أروقة البطولة.‏

‏  فأول مشاركة لها فى البطولة تمكنت من عبور كافة الحواجز إلى المباراة ‏النهائية لكنها ما لبثت أن سقطت فى النهائى أمام «الكونغو الديمقراطية» بفارق ‏هدف واحد (3-2). ‏
بعد هذة البطولة غابت «مالى» عن النهائيات فى عشر دورات حتى أطلت من ‏جديد فى بطولة عام (1994) بتونس وفى حلته الجديدة وصل  منتخب «مالى» ‏إلى دور الأربعة وتوقع الجميع أن يصل إلى خط النهاية لكن منتخب «الكاميرون» ‏كان له بالمرصاد وأسقطة فى الدور نصف النهائى بثلاثية نظيفة.‏

‏  ووغاب المنتخب المالى من جديد لأربع دورات لكنة عاد مع حلول النسخة ‏‏(24) فى تونس ووصل إلى دور نصف النهائى بالبطولة لكنة لقى هزيمة مخزية ‏على يد «المغرب» بأربعة أهداف نظيفة  .‏
‏   ‏
ثم خسر مباراة الثالث والرابع أمام نيجريا بهدفين مقابل هدف واحد و عادت مالى ‏لممارسة عادتها فى الغياب من جديد وغابت  عن بطولة (2006)  فى ‏مصروشاركت فى بطولة (2008)  لكنها خرجت  من الدور الأول  بعد أ ‏اوقعتها القرعة مع المنتخب الإيفوارى والنيجيرى الذين حجزا مقعدهما للدور ‏التالى .‏


ويرغب المنتخب المالى والذى يواجه منتخب أنجولا(صاحب الأرض) فى إفتتاح ‏البطولة الأفريقية فى أن يقف الحظ بجانبة ويتمكن من الإتيان بإحدى مفاجأت ‏مباريات الافتتاح والتى تتضمن الفوز على المنتخب الأنجولى أو على أقل تقدير ‏التعادل معه فيما سيمثل أفضل بداية للفريق فى البطولة .‏

وحملت «كأس الأمم الأفريقية» بعضاً من المفاجأت غير السعيدة لأصحاب ‏الأرض ففى عام (1957) تمكنت مصر من التغلب على الدولة المضيفة السودان ‏فى مباراة الأفتتاح بينما كان التعادل (1-1) هى النتيجة التى الت إليها مباراة ‏غانا وتونس عام (63) لتفقد تونس غانا النقاط من المباراة الأولى .‏

وعادت غانا لتذيق المضيفة ليبيا من نفس الكأس التى ذاقت منه من قبل بعد ان ‏تعادلت معها بهدفين لكل منهما فى إفتتاح بطولة عام 1982.‏

فيما تجرعت مصر كأس الهزيمة على أرضها بحضور (80) الف متفرج أمام ‏السنغال عام (1986)و فاجئت «نيجريا» «السنغال» بالفوز عليها فى عقر دارها ‏فى إفتتاح بطولة عام (1992) وفى بطولة عام (1998) والتى فازت «مصر» ‏بكأسها تغلبت الكاميرون على أصحاب الأرض منتخب (بوركينا فاسو)بهدف ‏نظيف.‏
‏ ولم تحمل مباريات الأفتتاح مع بداية الألفية الجديدة مفاجئات سيئة لأصحاب ‏الأرض سوى تعادل الكاميرون مع غانا عام (2000) بنتيجة (1-1) وهى نفس ‏النتيجة التى إنتهت لها مباراة «مالى» أمام «ليبريا» فى بطولة عام (2002) ‏والتى أقيمت بمالى .‏

‏               ‏
ولم يبلى المنتخب المالى بلاءاً حسناً فى التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم ‏‏(2010) تحت قيادة المدير الفنى الفرنسى  «جان فرانسوا جودار» حيث إحتل ‏المركز الثالث فى المجموعة الرابعة خلف منتخب «غانا» المتصدر و«بنين» ‏الوصيف وتأهل إلى كأس الأمم الأفريقية ضمن فئة (أفضل ثالث منتخب) مادفع ‏الإتحاد المالى إلى إقالة المدير الفنى الفرنسى وتعيين النيجيرى «ستيفن كيشى» ‏مدرباً للمنتخب المالى المدير الفنى السابق للمنتخب التوجولى .‏

وأستعد المنتخب المالى لخوض الغمار الأفريقى ببطولة الصداقة الدولية فى قطر ‏والذى شارك فيها منتخبات (مالى وكوريا الشمالية وأيران وقطر) ولقى منتخب ‏مالى الهزيمة من كوريا الشمالية فيما تفوق على إيران بهدفين  وبرر «كيشى» ‏سوء النتائج بسبب غياب لاعبية المحترفين عن خوض البطولة من بدايتها مما ‏دفعة للعب بالشباب .‏

ويختتم المنتخب المالى أخر مبارياتة فى بطولة الصداقة الدولية بمباراة أمام الدولة ‏المضيفة قطر غداً السبت ويخوض المنتخب المالى  آخر مبارياته الودية فى دبى ‏أمام المنتخب المصرى فى 4 يناير المقبل . ‏

وعانى «كيشى» مؤخراً من إصابة نجم المنتخب المالى ونادى «برشلونة» ‏الأسبانى «سيدو كيتا» مما قلل فرصة فى الإنضمام للمنتخب المالى فى أنجولا ‏ويعج منتخب مالى بالأسماء الرنانة فى عالم المستديرة ,ويحمل «فريدريك عمر ‏كانوتية» احلام منتخب بلادة فى بطولة انجولا (2010) .‏

ويعتبر المهاجم المخضرم صاحب الـ(32 عاماً) والفرنسى المولد من أفضل ‏مهاجمين العالم فى الوقت الحالى ولم يغب اسمه عن قائمة متصدرى الترتيب ‏لهدافى الليجا الأسبانية فى الخمس سنوات الماضية وكان أفضل رقم حققة  هو ‏إحتلالة المركز الثالث مكرر فى قائمة هدافى الليجا برصيد (21 هدف) موسم ‏‏(2006-2007) لكنه عانى من بداية الموسم الحالى فى التسجيل مع فريقة ‏‏«أشبيلية» حيث لم يسجل سوى أربع مرات فقط .‏

بالإضافة إلى «كانوتية» هناك  «محمد ديارا» نجم ريال مدريد و«محمد ‏سوسوكو» لاعب وسط «يوفنتوس» الإيطالى  و«مامادوا بكايوكو» نجم «نيس» ‏الفرنسى.‏
‏ وتبدو فرص المنتخب المالى فى الصعود إلى الدور التالى صعبة حيث يلعب فى ‏مجموعة صاحب الأرض والجمهور (أنجولا) إلى جانب منتخب «الجزائر» ‏المنتشى بالصعود إلى كأس العالم والذى جاء على حساب بطل أفريقيا منتخب ‏‏(مصر) إضافة إلى منتخب مالاوى وإذا تجاوز منتخب مالي هذه المجموعة بنجاح ‏سيواجه اختبارا أصعب في دور الثمانية سواء بمواجهة المنتخب ‏الإيفواري أو ‏نظيره الغاني المرشحين لحجز بطاقتي المجموعة الثانية ‏

‏  فهل يقف حسن الطالع مع المنتخب المالى فى (2010) أم يخرج (سوء الحظ) ‏لسانة لجماهير مالى كماهى العادة؟!.‏