«فورين بوليسي»: «داعش» يسمح لوسائل الإعلام بصور المسيطر والمنتصر

كتب: مريم محمود الأحد 10-08-2014 15:31

تساءلت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، عن كيفية وصول صور الجهاديين وأفعالهم الوحشية إلينا عن طريق الإعلام، وما هو مدلولها، وأكدت أن تلك الصور تم الموافقة عليها من قبل تلك الجماعات.

وقالت المجلة إنه بعد أسبوعين من الصدمة التي تلقاها العالم بسيطرة تنظيم «داعش» على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، عرضت وكالة «رويترز» للأنباء، عدة صور لجهاديين متشددين في شوارع الموصل، تؤكد سيطرة التنظيم على المدينة، لكنها لم تكشف عن هوية المصور وهل يعمل لدى الوكالة أم لا. وهو تماما ما فعلته عدة مؤسسات صحفية أمريكية، أظهرت بتلك الصور للعالم أجمع «داعش» بأنه التنظيم المتحدي، المسيطر، المنتصر.

ويعد استيلاء «داعش» علي أراض واسعة من العراق، الذي وصفته المجلة بـ«المفاجئ»، من أكبر القصص الخبرية خلال العام، وحاولت وكالات الأنباء استغلالها لتُظهر وحشية التنظيم وسوء سمعته.

وبعد فترة وجيزة من استيلاء «داعش» على أجزاء كبيرة من العراق، قالت المجلة إن عدة وكالات أنباء عملاقة مثل «رويترز وأسوشيتد برس»، عادت إلى إرسال الصور من الموصل عن طريق مصورين ومحررين مجهولين، وهو أمر «محفوف بالمخاطر الأخلاقية» وفقا لـ«فورين بوليسي».

وأوضحت المجلة أن استخدام تلك الصور من قبل المؤسسات الإخبارية الكبرى يثير مجموعة من الأسئلة، منها: كيف يمكن لهذه الوكالات ضمان سلامة صحفييها ومصوريها هناك؟ وما هي الأساليب التي يتبعها هؤلاء المصورين المجهولين للحصول على الصور؟ وما علاقتهم الفعلية بمقاتلي «داعش»؟

وأضافت أنه في بعض الحالات من الممكن أن تلك الوكالات قدمت بعض التضحية بالأخلاقيات، مثل السماح بالسيطرة التحريرية للجهاديين، من أجل الحصول على لمحة قريبة من العدو.

ونقلت المجلة عن أحد المصورين المجهولين، الذي عمل كمصور في العراق لأكثر من 10 سنوات، ويرسل الصور لوكالات الأنباء العالمية، أنه بعد سيطرة «داعش» على الموصل، وإعلانها الخلافة، كان معتادا على تمضية وقت جيد مع قادة التنظيم، الذين يساعدونه في الحصول على القصص الصحفية وإرسالها. ولكن لم تستمر هذه المعاملة الجيدة، حيث سرعان ما قابل قيادي أكبر هدده بأنه أنه إذا نقل أي شيء يسيء لسمعة التنظيم، سيتم جلده مائة جلدة.

لذا فالتنظيم يرحب بكل القصص الصحفية التي تظهره تنظيما قويا مسيطرا، وفيما عدا ذلك لا يتم النشر.

ولفتت المجلة الأمريكية، إلى أنه رغم وضوح ذلك، رفضت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية طلبات متكررة للعدول عن استخدام محررين أو مصورين مجهولين، وقالت في بيان: «نختار مزيجا من الموظفين والمراسلين لتقديم أفضل تغطية».