أنجولا..الأرض ليس معناها الوصول للكأس

كتب: عمرو الصاوي الخميس 31-12-2009 15:07

هل يكون (2010) بداية لسطر تاريخ جديد لأنجولا فى بطولة الأمم الأفريقية ؟  ‏هذا هو السؤال الذى أرق مضجع «جوستينو فيرنانديز»رئيس الإتحاد الأنجولى ‏لكرة القدم .‏
سؤال دفع الحكومة الأنجولية إلى إتخاذ قرار تنظيم كأس الأمم الأفريقية لتكون ‏بمثابة صفحة جديدة للأنجولين فى البطولة.فلم تشفع المشاركة فى البطولات ‏السابقة فى رى ظمأ الجمهور الأنجولى بعد.‏

حيث لم تستطع الدولة الواقعة جنوب القارة السمراء فى المشاركة فى البطولة ‏طوال (19 دورة) من عام (59 إلى  عام 94) حتى تلقفت أول خيط فى عام ‏‏(1996) مسجلة مشاركتها الأولى فى البطولة الأقوى أفريقيا فى البطولة التى ‏إستضافتها جنوب أفريقيا وفازت بكأسها .‏

وشاركت انجولا فى المجموعة الأولى بجانب منتخبات «جنوب أفريقيا»(البلد ‏المضيف)و«مصر» و«الكاميرون» وخرجت من الدور الأول للبطولة بعد ان تلقت ‏هزيمتين أمام مصر وجنوب أفريقيا وحققت تعادل مثير أمام الكاميرون بنتيجة ‏‏(3-3) فى المباراة الثالثة .‏

خرجت انجولا خالية الوفاض من الدور الاول ولكن صدى التعادل مع «اسود ‏الكاميرون» ترك اثاره طوال عامين فى الأدغال الأفريقية,لتعيد أنجولا الكره ‏وتشارك لثانى مرة على التوالى فى بطولة (1998) التى إحتضنتها «بوركينا ‏فاسو» وخرجت «أنجولا» من الدور الاول فى سيناريو مشابة لسيناريو «جنوب ‏أفريقيا».‏
‏ وفى الوقت الذى توقع فيه الجميع فى أنجولا مقعداً دائماً لأنجولا فى العرس ‏الأفريقى كان لأقدام اللاعبين رأياً أخر, ففشلت فى الوصول إلى النهائيات دورتين ‏متتاليتين  فى بطولتى (2000-2004).ولكن برغم عدم مشاركة المنتخب ‏الأنجولى فى البطولتين كانت بشائر أخرى قد بدت تظهر فى أفاق الكرة الانجولية ‏بعد تمكن نادى «بيترو أتليتكو» الأنجولى من تصدر المجموعة الثانية فى دورى ‏ابطال أفريقيا ثانى البطولات الأفريقية قوة ووصوله للدور قبل النهائى بعد إزاحتة ‏أحد اعرق الفرق الأفريقية (النادى الاهلى المصرى ) والفوز علية بنتيجة (4-2) ‏فى عقردارة بالقاهرة.‏

وربما كانت المحنة التى مر بها الفهود وغيابهم عن البطولة لدورتين هى الدافع ‏الذى جعل الفهود الأنجولى يحقق كافة أمانية فى عام واحد .. (عام 2006) ‏فالمنتخب الذى كانت طموحاتة مجرد الوصول إلى نهائيات كاس الأمم الأفريقية  ‏تمكن من الوصول إلى كأس العالم !.‏

وذلك بفضل قاعدة الهدف خارج الأرض بعد أن تساوت مع نيجريا فى عدد النقاط ‏حيث فازت ذهاباً بهدف دون رد وتعادلت إياباً بهدف لمثله  لتضرب عصفورين ‏بحجر واحد وتصعد إلى كأسى العالم والأمم الافريقية .‏

‏.وابلت الدولة الفقيرة فى الإنجازات الكروية بلاءاً حسناً فى كأس العالم حيث ‏تعادلت فى لقائين وخسرت الثالث فيما حققت نفس المركز فى الأمم الافريقية ‏بمصر ولم تستطع بلوغ دور الثمانية.‏

ومع بزوغ نجم  الانجولى «مامادو فلافيو»  مع نادية الأهلى المصرى واصل ‏الأنجولين الصعود ليتمكنوا من التواجد لرابع مرة فى المحفل الافريقى بغانا ‏‏(2008) وتمكنوا  من تخطى الدور الأول لأول مرة فى تاريخهم متخطين ‏منتخبات فى قوة «السنغال» و«جنوب أفريقيا» ليقفوا أمام الفراعنة فى الدور الستة ‏عشر لكن «مصر» انهت رحلتهم فى البطولة بهدفين لـ«حسنى عبد ربة» ‏و«عمرو زكى».‏

ولم تجد «أنجولا» سوى البرتغالى «مانويل جوزية» لقيادة أحلامها فى البطولة ‏التى ستقام على أرضها لم تجد سوى صانع إنتصارات الأهلى فى الأعوام الاخيرة ‏لقيادة منتخبها فى البطولة وبالفعل كان جوزية على مستوى طموحات الفهود حتى ‏الأن  وقاد جوزيه الذى حقق أكثر من (18 بطولة) مع الأهلى والذى إعتبر ملكاً ‏متوجاً لأفريقيا طوال السنوات الماضية «أنجولا» في ثماني مباريات منذ توليه ‏المهمة في صيف (2009) حيث فاز في مباراتين وتعادل  ست مرات ولم يخسر ‏أي مباراة.‏

وتتمنى أنجولا عبور أكثر من حاجز فى البطولة التى تقام على ارضها الحاجز ‏الاول يتمثل فى قدرتها كدولة مضيفة فى الفوز بكاس البطولة وهوالحلم الذى يراه ‏‏«جوستينو فيرنانديز» رئيس الإتحاد الأنجولى حقيقة ممكنة  ولكن الأرض لا ‏تلعب مع اصاحبها دائماً فمن بين (26) بطولة أقيمت فى كأس الامم الأفريقية لم ‏تتمكن الدول المنظمة من الفوز بالبطولة سوى (11) مرة فقط على الجانب ‏الأخريبدو الفراعنة كأبرز مثال للعب الأرض مع اصحابها فقد حققت 3 بطولات ‏أعوام(1959_1986_2006)من أربعة أقيموا على أرضها .‏

ويرفض "فيرنانديز" التقليل من مستوى طموحات بلادة فى البطولة فى المقابل ‏يرى «مانويل جوزية»  أن المباراة الأولى ستحدد إلى درجة كبيرة فرص ‏‏«أنجولا» فى البطولة قائلاً أنه يرغب فى السير بإسلوب الخطوة خطوة فى ‏البطولة مضيفاً نتمنى أن نقدم مستوى جيداً، ونقدم كرة قدم جميلة تليق بأنجولا، ‏ونتمنى أن يحالفنا الحظ أيضاً.‏
‏ ويعول الشعب الأنجولى الكثيرعلى قدرات المدير الفنى البرتغالى يرون فيه ‏صفات تجمع بين الجرأة والشجاعة والقدرة على إتخاذ القرارات المناسبة إضافة ‏إلى إنجازاتة السابقة فيما يرى الجميع سيطرتة التامة على اللاعبين  وإطاعتهم ‏التامة له .‏

أما الحاجز الثانى الذى تواجه أنجولا فى البطولة فيتمثل فى قدرتها على إنجاح ‏البطولة خاصة أن البطولة تسبق كأس العالم والتى تقام لأول مرة بالقارة الأفريقية ‏لذا فإن تنظيم البطولة فى انجولا سيكون كبالونة إختبار للقارة الافريقية قبل كأس ‏العالم .‏
ولدى أنجولا قرابة (13 ملعباً) جاهزين للبطولة القادمة ومن المؤكد أن التطور ‏الذى شهدتة الملاعب والبنية التحتية فى أنجولا هو الحصان الرابح لأنجولا بعيداً ‏عن أدائها على العشب الأخضر .‏

وتلعب الدولة المنظمة مع الجزائر التى تمكنت من الوصول إلى كأس العالم ‏‏2010 على حساب المنتخب المصرى بطل أفريقيا طوال دورتين (2006- ‏‏2008)إضافة إلى مالى صاحبة الأداء القوى والمنتخب الذى يحتوى على نجوم ‏بقيمة «كانوتية» نجم اشبيلية الأسبانى  و«ديارا» لاعب ريال مدريد ومنتخب ‏مالاوى المرشح بقوة لإحتلال المركز الأخير فى المجموعة .‏

ويبرز من لاعبى الجيل الحالى «مانوتشو» لاعب «مانشستر يونايتد» السابق ‏و«بلد الوليد» الحالى والذى كان «جوزية» قد إستبعدة من قائمة المنتخب الأنجولى ‏لتغيبة عن التدريبات إلا انه عاد وضمة لقائمة البطولة.‏

‏ ولم يقدم اللاعب الانجولى الكثير مع فريقة فى الدورى الأسبانى حيث لم ينجح ‏سوى فى تسجيل هدفين فقط طوال (14) أسبوع من الدورى الإسبانى و الفهد ‏الانجولى «فلافيو » إضافة إلى «جيلبرتو» لاعب الأهلى المصرى  فهل ينجح ‏جوزية فى  كتابة سطر جديد فى تاريخ أنجولا؟ ربما.‏