«العادلي».. «المرتعش» في 2012 و«الواثق» في 2014

كتب: أحمد شلبي السبت 09-08-2014 15:23

عامان يفصلان بين المرافعتين الأولى والثانية للواء حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، في القضية المتهم فيها والمعروفة باسم «محاكمة القرن».

في مايو 2012، وقف «العادلي» داخل قفص الاتهام مرتديًا بدلة السجن البيضاء، موجهًا كلامه للمستشار أحمد رفعت، رئيس المحكمة وقتها، وبدى متوترًا غير واثق فيما يقوله، وظهر ذلك بعدما لاحظ الجميع ارتعاش يده لدرجة سقوط الورقة التي كان يقرأ منها، أما في حديثه أمام المستشار محمود الرشيدي، في مرافعة أغسطس 2014، ارتدى «العادلي» ملابس السجن الزرقاء، وخرج من القفص ووقف ثابتًا أمام القاضي، مبتسمًا، يتحدث بكل طلاقة واثقا من نفسه، يستخدم يديه في شرح ما يريد أن يقوله على عكس المرة الأولى.

في تعقيبه بمرافعة 2012، في محاكمة صدر الحكم فيها في ظل حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، لم يوجه «العادلي» أي اتهامات لجماعة الإخوان المسلمين، ولم تأت كلمة «الإخوان» على لسانه أو في المذكرة التي قدمها للمحكمة ولو لمرة واحدة، واتهم عناصر من حركة حماس وحزب الله بالتواصل مع عناصر من بدو سيناء بالتخطيط لاقتحام السجون لتهريب السجناء من سجن وادي النطرون.

وفي جلسة 2014، قال «العادلي»: «التحريات رصدت اتصالات بين الإخوان وحماس لترتيب تسلل مجموعة من العناصر من حماس للقيام بأعمال تخريب وبالفعل بدأوا في تنفيذ مخططاتهم باقتحام السجون».

في المحاكمة الأولى بدأ «العادلي» مرافعته بتقديم العزاء لشهداء 25 يناير من أبناء الشعب المصري، ووصف ما حدث فى يناير بـ«الثورة»، وقال عن شباب الثورة «هم أبناؤنا وأحفادنا هم عماد المستقبل وهم قادة هذا البلد»، أما في جلسة 2014، فوصف «العادلي» «25 يناير» بأنها مؤامرة خارجية، وقال، إن من حرك أحداث 25 يناير هم مجموعة من البلطجية لتنفيذ مخططات أجنبية.

«العادلي» قال في المحاكمة الأولى إن مواطنين مصريين خرجوا للتعبير عن مطالب مشروعة بشكل سلمي، وأضاف: «لا ننكر أنها كانت مظاهرات سلمية بل نؤكد على ذلك».

وأكثر ما ظهر أنه فرق بين المرافعتين، أن العادلي في مرافعة 2012 كان عبوسًا، حزينًا، لا تعرف الابتسامة طريقًا لوجهه، عكس تمامًا ما حدث في مرافعة 2014، والتي ظهر فيها مبتسمًا، ضاحكًا، يلقي عددًا من «الإفيهات».

من جانبه، علق الدكتور يوسف شعبان، أستاذ الطب النفسي، أن «العادلي» بدا في هذه المرة أمام المحكمة قويًا، وظهر ذلك من حديثه التلقائي دون الاعتماد على ورقة مكتوبة يقرأ منها، كما ظهر أيضًا ذلك من خلال استخدامه يديه في الشرح، فضلاً عن توجيه النظرات إلى جميع من يجلسون على المنصة، عكس المرة الأولى التي كان ينظر فيها العادلي إلى رئيس المحكمة فقط ويقرأ من ورقة.