علمت «المصري اليوم» أن السفير الروسي بالقاهرة سيرجي كير بتيجشينكو يوجد في روسيا للإعداد لزيارة المشير عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، المقرر أن يقوم بزيارة قصيرة إلى روسيا، الثلاثاء المقبل، بدعوة من الرئيس فلاديمير بوتين.
وأوضحت مصادر مطلعة في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم» أن جدول المباحثات بين الجانبين سيتناول العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين البلدين ودور مصر في القضايا الإقليمية في المنطقة، ومساندة روسيا للمبادرة المصرية بشأن الأوضاع في غزة، فضلًا عن دورها في ظل تطور الأوضاع في ليبيا.
ورجحت المصادر بحث مدى إمكانية تعاون الجانب الروسي مع مصر في المجال النووي في مشروع الضبعة والتعاون الاقتصادي بين مصر وروسيا وتعزيز سبل الاستثمار بين الجانبين.
من ناحيته، أوضح الدكتور محمد فراج، الخبير في الشؤون الروسية، أن زيارة المشير عبدالفتاح السيسي لروسيا تأتي متصلة بزيارتين مهمتين قبلها إحداهما قام بها وزير الدفاع والخارجية الروسيان إلى القاهرة وكان لقاؤهما بالمشير السيسي وقتها حينما كان وزيرًا للدفاع، مشيرا أيضا إلى زيارة المشير عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية السابق نبيل فهمي إلى موسكو، حيث استقبلهما الرئيس بوتين بحفاوة بالغة وتمت معاملة المشير السيسي معاملة الرؤساء مع أنه كان لا يزال وزيرًا للدفاع.
وأشار الدكتور فراج إلى التقارير الإعلامية التي تحدثت عن عقد صفقة تسليح كبيرة بين مصر وروسيا وتضمن تزويد مصر بطائرات «ميج ٢٩» القاذفة المقاتلة المتطورة، كما تضمن تزويد القوات المسلحة المصرية بعشرات من طائرات الهليكوبتر من طراز «مي ٢٥ و٢٨» وهي طائرات هجومية تتميز بوجود تجهيزات تجعلها شديدة الفعالية في مكافحة الإرهاب، مما يمكن أن يعوض مصر عن النقص في طائرات الأباتشي التي تتلكأ الولايات المتحدة في إمدادنا بها بالرغم من التعاقد المسبق عليها وتمتنع حتى الآن عن إعادة الطائرات الأباتشي المصرية التي أرسلت إلى أمريكا للصيانة والإصلاح.
وأوضح الخبير الروسي أن طائرات مي المروحية سواء طراز ٢٥ أو ٢٨ تتميز بوجود أجهزة للرؤية الليلية تجعلها قادرة على ضرب الأهداف التابعة والمتحركة أثناء القتال الليلي والمعروف بدورها بمكافحة الإرهاب الذي تواجهه مصر سواء في سيناء أو على الحدود الغربية، مما يجعل من وجود سلاح فعال مثل المروحيات المقاتلة حاجة ماسة للغاية للجيش المصري في مراقبة الحدود وملاحقة الإرهابيين.
وأضاف بصورة عامة، فإن القوات المسلحة المصرية تمتلك ٤٠٪ من منظومات تسليحها بأسلحة ذات منشأ سوفيتي أو روسي، الأمر الذي يعد استكمال علاقات قديمة واسعة لن تنقطع يومًا بين القوات المسلحة المصرية والسلاح الروسي.
ولفت الخبير الروسي إلى أن التطورات الجارية في ليبيا وموقف روسيا المتوافق مع الموقف المصري إزاء خطورة هذه التطورات على مصر والمنطقة عموما، تجعل الاهتمام الروسي بتسليح الجيش المصري بصورة تجعله قادرًا على مواجهة التطورات الخطيرة المحتملة للأحداث في ليبيا وكذلك الأوضاع في العراق، فمصر لها دور في حماية أمن الخليج ومواجهة تطورات هجوم «داعش»، لذلك تهتم روسيا بتعزيز تسليح الجيش المصري.
وأعرب الخبير الروسي عن تصوره أن مناقشة هذه القضايا ستكون أهم محاور محادثات الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي بوتين إن لم تكن أهمها على الإطلاق نظرا للتطورات العسكرية الخطيرة الجارية في المنطقة في الأسابيع الأخيرة، مشيرا إلى أن أيضا سيكون على جدول المباحثات تبادل الخبرات الأمنية، خاصة أن لدى موسكو خبرات أمنية في القتال ضد الفصائل الإرهابية المتطرفة سواء في أفغانستان أو في المنطقة القوقاز التي يسكنها مسلمون ينتمون لتنظيمات إرهابية خارجة من منعطف القاعدة بصورة أساسية وبالتالي يمكن أن يكون هناك تعاون استخباري مع روسيا في مجال مكافحة الإرهاب.