حصلت «المصرى اليوم» على نسخة من مبادرة تحالف «إخوان منشقون»، التى جمعها شباب الجماعة المنشقون، من عدة مبادرات سابقة، أبرزها مبادرة الدكتور حسن نافعة، وبيان القاهرة ومبادرة الجماعة الإسلامية، لإجراء مصالحة وطنية بين الدولة والإخوان.
وقال عمرو عمارة، المنسق العام للتحالف، إنه تم عرض المبادرة على قيادات ورموز سياسية من داخل الفصيل الإسلامى وخارجه، وتحدثوا مع الدكتور يسرى حماد، نائب رئيس حزب الوطن، وعمرو فاروق، المتحدث باسم حزب الوسط، إضافة إلى ترحيب الدكتور عبدالغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، وقيادات من حزب الأصالة السلفى، وعدد من رموز حزب البناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية، مؤكداً رضاء الجميع عن المبادرة.
وتنص المبادرة التى حملت عنوان «مبادرة السلام» تحت شعار «معاً من أجل مصر»، فى بندها الأول، على تشكيل مجلس المصالحة الوطنية من علماء الأزهر والكنيسة والتيارات الإسلامية وممثلى النقابات بقرار من رئيس الجمهورية وتحت إشراف الحكومة، على أن يعمل هذا المجلس على المصالحة بين أبناء الشعب الواحد من جميع فئاته، ويكون محور أعماله لم شمل المصريين دون التفرقة بين تيار وآخر.
وينص البند الثانى على أن يتم التوافق على أساس قواعد اتخاذ المصالحة وفقاً لرؤية المجلس، بعد إتاحة الفرصة لإجراء التشاورات، وتكون قرارات المجلس ملزمة لجميع أطراف المصالحة، على أن يلتزم أطراف وأفراد جماعة الإخوان المسلمين بالأحكام القضائية الصادرة ضد البعض ممن ارتكب العنف وسفك دماء المصريين.
وطالب البند الثالث فى المبادرة جماعة الإخوان والجماعات الإسلامية بإصدار وثيقة لنبذ العنف ضد أى فرد يرتكبه، ويكون شعارهم خلال الفترة المقبلة «مصر أولاً وأخيراً»، وشدد على ضرورة التزام الجماعة بالقانون والدستور اللذين يكفلان حرية التعبير، بحسب نص المبادرة.
وناشدت المبادرة الدولة بتنفيذ جميع توصيات وقرارات لجنة تقصى الحقائق الخاصة بأحداث فض اعتصامى رابعة العدوية ونهضة مصر بحق الشهداء، بحسب ما ذكرته المبادرة، على أن يتم تعويضهم مادياً ومعنوياً، وتشكيل لجنة لتقصى الحقائق فى الأحداث من 25 يناير إلى اليوم.
ووجهت المبادرة رسالة إلى رئيس الجمهورية فى بندها الأخير تطالبه بالإفراج عن المعتقلين، وذكرت نصاً: «نطلب من السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، بناء على الدستور والقانون اللذين كفلا لسيادتكم الإجراءات الكاملة للإفراج عن جميع المعتقلين المصريين الذين تم القبض عليهم منذ أحداث الثلاثين من يونيو وحتى اليوم، ولم تصدر ضدهم أحكام جنائية، وذلك بقرار عفو من سيادتكم»، بحسب ذكر المبادرة.
وقال عمرو عمارة، منسق حركة «إخوان منشقون»، إن التحالف الوطنى لدعم الشرعية، طلب التعرف على موقف الدولة بشأن هذه المبادرة، مشيراً إلى أنهم تواصلوا مع شخصية كبيرة مقربة من الرئاسة، وينتظرون الرد خلال 72 ساعة، مشيراً إلى أن التحالف متخوف من رفض الدولة لها.
وأضاف عمارة، لـ«المصرى اليوم»، أنه سيلعن عن التفاصيل خلال ساعات بعد التعرف على مختلف الرؤى، مشيراً إلى أن هناك مرونة من أحزاب التحالف الوطنى لدعم الشرعية، بحسب تعبيره.
فى سياق متصل قالت مصادر وثيقة الصلة بجماعة الإخوان إن التنظيم الدولى للجماعة سيناقش فى اجتماع سيعقده بالدوحة، اليوم، المبادرة التى طرحها لاتخاذ قرار بشأنها، وأضافت المصادر، لـ«المصرى اليوم»، أن مجموعة لقاءات واتصالات تمت بين تحالف «إخوان منشقون» وأحزاب تحالف دعم الشرعية، ونقل محمد على بشر، القيادى بالجماعة، نتائجها إلى قادة التنظيم فى قطر للتعرف على رؤيتهم بشأن ما توصلوا إليه. وقال قيادى بتحالف دعم الشرعية، رفص ذكر اسمه، إن خالد الشريف، المستشار الإعلامى لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، طلب من بعض السياسيين، من بينهم عمرو عمارة، منسق حركة «إخوان منشقون»، التوسط لهم لدى المشير عبدالفتاح السيسى لتحديد لقاء يجمعهم به للحديث حول المصالحة الوطنية مع خصومه، تمهيداً للمشاركة فى الحياة السياسية مجدداً، وذلك على خلفية اتصالات جمعتهم للحديث حول المبادرة التى طرحها الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية.
وأضافت المصادر أن «البناء والتنمية» يميل لقبول المبادرة، لكن أعضاءه متخفون من رفض الدولة، لذلك طلبوا لقاء السيسى أو أى من مسؤولى الرئاسة بشكل مباشر، للتعرف على رؤيتهم بشأن المصالحة مع تحالف دعم الشرعية، وتابعت المصادر أن الجماعة الإسلامية ستعقد اجتماعاً السبت، لاتخاذ قرارها النهائى بشأن المبادرة، التى رجحت المصادر قبولها، فضلاً عن تناول الخلافات الداخلية ما بين تيار الشيخ عبود الزمر، الذى يسعى للانسحاب من تحالف دعم الشرعية والمشاركة فى انتخابات البرلمان المقبلة، وتيار أسامة حافظ، القيادى بالجماعة الذى يصر على الاستمرارية فى دعم شرعية الرئيس المعزول، محمد مرسى.
وفيما يتعلق بمواقف أحزاب التحالف من المبادرة المطروحة، أوضحت المصادر، أن حزب الوطن «السلفى» وافق بشكل نهائى عليها، لافتة إلى أن يسرى حماد، مساعد رئيس الحزب، أجرى اتصالاً بعمرو عمارة، مؤكداً له موافقتهم على حضور المؤتمر الصحفى الذى يتم الإعلان فيه عن جميع تفاصيل المبادرة، والذى كان مقرراً انعقاده اليوم بجامعة القاهرة، إلا أن استمرار المفاوضات مع أطراف أخرى حالت دون إتمامه.
وتابعت: «حزب الوسط طلب من خلال ممثله عمرو فاروق، المتحدث الرسمى باسم الحزب، التعرف على موقف الدولة من المبادرة، وهو ما رد عليه عمارة بأنه سيتحدد لاحقاً»، وأوضحت المصادر، أن عمارة اتفق مع ممثلى التحالف على عرض المبادرة على الأحزاب والقوى المدنية لتحظى بقبول من جميع الأطراف حتى تتوفر لها فرص نجاح أكبر.