الحرية حق مكفول لجميع الناس والحرية مطلب لا يختلف عليه اثنان والحرية لا تؤتى ثمارها الحقيقية إلا فى ظلال الممارسة الصحيحة لها وبما لا يتعارض مع الدين والأخلاق أو حقوق الآخرين وحرياتهم وكما قيل إن حريتك تنتهى حيث تبدأ حرية الآخرين فلا يعنى حرية ما يذهب إليه البعض من أن يعلن إلحاده ويهاجم العقيدة بحجة تحرير الفكر أو الجمود والحرية أمل الأمم وغاية الشعوب المقهورة. الحرية كلمة عذبة وجميلة تغنى بها عبدالوهاب وقال «أحب عيشة الحرية» وكتب عنها الشاعر الغنائى إبراهيم ناجى فى رائعته الأطلال: أعطينى حريتى أطلق يدى- إننى أعطيت ما أستبقيت شيئاً، وغنتها أم كلثوم، صورها الروائى الرائع الكاتب الإنجليزى (جورج أوريل) فى روايته الشهيرة ( 1984) والذى ألفها بعد الحرب العالمية الثانية وجعل أعمدة الرواية الشعارات التى تتخذها الدول الشمولية والديكتاتورية شعارات لها!.. وهى الحرية تعنى العبودية، والحرب هو السلام، والجهل هو القوة وبهذه الرواية يفضح أوريل الأنظمة الاستبدادية فى كل زمان ومكان حيث يقول فى روايته عن النظم المستبدة حيث الاعتقالات تقع دائماً تحت جنح الظلام، والفكر يمثل جريمة نكراء اسمها جريمة الفكر، وتصل العقوبة فيها إلى الإعدام.. رحم الله شوقى أمير الشعراء حينما هجا الاحتلال الفرنسى لدمشق معلناً أن الحرية ثمنها غال ولا يبلغ إلا بالجهاد والدم فقال «وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق»..وهنا ونسأل هل الحرية كلمة غير مهضومة فى معدة شعوبنا يحولونها إلى فوضى وسلبية ولا مبالاة؟.. يحضرنى قول أحد الأدباء المعاصرين: «لو أن السماء أمطرت حرية لرأيت بعض العبيد يحملون مظلات».. ويقول محمود درويش: «من رضع من ثدى الذل دهراً.. رأى الحرية خراباً وشراً»
ختاما.. تحية لإبراهيم ناجى وأم كلثوم وعبدالوهاب وشوقى وجورج أوريل ودرويش، وكل من ينادى ويتغنى بالحرية.
صابر محمد عبد الواحد - سوهاج – أخميم