اللعب والدبلوماسية والإيبولا

ياسر أيوب الأربعاء 06-08-2014 21:22

أتمنى يوما قريبا تتغير فيه رؤيتنا لكثير من القواعد والمصطلحات الكروية التى اعتدنا التعامل معها فى مصر كأنها من الحقائق والمسلمات.. فعلى سبيل المثال سافرت بعثة الأهلى أمس الأول استعدادا للعب أمام نكانا رد ديفلز بطل زامبيا يوم السبت فى بطولة الكونفيدرالية.. ولن يشغل الإعلام الرياضى فى مصر نفسه بالتساؤل عن نتائج ودلالات الدور السياسى الذى يقوم به حاليا رجائى نصر، سفير مصر فى زامبيا، وكم النجاحات الحقيقية للدبلوماسية المصرية فى العاصمة لوساكا وتغيير صورة مصر القديمة لدى الحكومة والإعلام هناك.. فمقاييس نجاح أى سفير مصرى فى مفهوم الإعلام الرياضى هى هل استقبل السفير بنفسه أى بعثة رياضية أم لا..

أم تقاعس عن أداء واجبه الأول كسفير مفترض وفق المفهوم الإعلامى الرياضى بأن أى سفير هو مجرد خادم لأى بعثة رياضية مصرية.. وأنا هنا لا أتحدث عن الاهتمام الطبيعى والحرص قدر الإمكان على توفير الأمان والراحة والتدخل لمواجهة أى أزمة.. إنما أقصد التصور الرياضى المصرى المسبق بأن السفير وكل أعضاء السفارة المصرية لابد أن يتفرغوا تماما لخدمة أى بعثة رياضية.. ولا أتحدث أيضا عن رحلة الأهلى إلى زامبيا تحديدا، وإنما عن فكر الإعلام الرياضى المصرى فى معظمه بشكل عام فيما يخص السفر واللعب خارج مصر.. وأتمنى أن يكف بعضنا عن الاستظراف أو الاستعراض والصراخ المفتعل ليفسد بالرياضة والإعلام علاقات مصر السياسية والدبلوماسية..

فإعلامنا يمنح أهلنا كل الحقوق لتشجيع فرقنا بكل شكل ووسيلة لكنه يتعامل مع الشعوب الأخرى وكأنها تعادينا إن قامت بتشجيع فرقها، ويتهمها بكراهية مصر وكأن أفريقيا كلها ملزمة بتشجيع مصر فقط حتى ضد فرقها ولاعبيها.. وبهذه المناسبة أشكر هشام العامرى، عضو مجلس إدارة الأهلى، رئيس بعثته إلى زامبيا، الذى حرص على التساؤل قبل السفر عن أى مخاطر طبية.. وكنت مثله تماما أتابع خريطة انتشار فيروس الإيبولا القاتل فى أفريقيا، خاصة أن لدينا الآن فرقا وبعثات كروية ورياضية فى كل الألعاب تلعب وستلعب قريبا فى أفريقيا.. أى أننا أمام قضية تستحق منا الاهتمام والتدقيق.. فقد أعلن جيم يونج كيم، رئيس البنك الدولى، قبل يومين، أن البنك سيقدم مساعدات عاجلة بقيمة مائتى مليون دولار لغينيا وليبيريا وسيراليون للمساعدة فى مواجهة فيروس الإيبولا.. وأكد رئيس البنك الدولى.. وهو بالمناسبة طبيب أمراض معدية أصلا قبل إدارته للبنك الدولى، أنه يخشى انفجار العدوى فى كثير جدا من البلدان الأفريقية.. فالفيروس سريع الانتشار وشديد الوحشية أيضا.. وأظن أن هذا الأمر يخصنا ويعنينا بشكل مباشر جدا.