5 حوادث توثق «الملف الأسود» لدور الأيتام في مصر

كتب: أحمد حمدي الإثنين 04-08-2014 14:32

حرمهم القدر من أبائهم، لينتشلهم بعض المتجردين من صفات الإنسانية، بدور أيتام، أو هكذا أسموها، فبين أربعة حوائط يجلس أطفال ينتظرون مصيرهم فكونك ذكرًا أو أنثى لا تتفاوت احتمالية تعرضك لاعتداء جنسي، كما أن مجرد مشاهدتك للتلفيزيون قد تجعلك تعيش يومًا مشابهًا لما يحدث لنزلاء معتقلات التعذيب.. دار أيتام «مكة المكرمة»، بالهرم تقف داعمًا وشاهدًا على حجم المأساة التي يعيشها نزلاء بعض دور الأيتام..

دار أيتام «مكة المكرمة».. ليست هي المرة الأولى التي يتعرض فيها الأطفال للتعذيب داخل دور الأيتام، فقبل ثلاثة أشهر فقط، انفجرت قضية تعرض أطفال بإحدى دور الأيتام بمنطقة السيدة زينب للتعذيب على يد مشرفيهم، حيث كان يتعرض الأطفال بداخل الدار للضرب والحرق والتجويع، وفيما فجر أحد رواد الدار القضية، أكدت مديرة الدار حينها على حسن معاملتها للأطفال وبررت الندبات على أجسادهن بكونها أمراض جلدية، إلا أن وزارة التضامن الاجتماعي كان لها رأي آخر فقامت بسحب تراخيص الدار وإغلاقه فيما تم نقل الأطفال إلى دار الأورمان.

محافظ الجيزة يزور دار أيتام مكة المكرمة بالهرم التي شهدت واقعة ضرب الأطفال ويلتقي زوجة الجاني

وقبل أربعة أعوام من هذه القصة، كانت هناك قصة مشابهة حيث قامت مشرفتين بجمعية «أولادي» بالمعادي بتعذيب ستة أطفال عن طريق «لسعات» باستخدام آلة حادة «سكين»، وقد اعترف الأطفال أمام النيابة بتعرضهم للاعتداء فيما تم ضبط الأدوات المستخدمة في التعذيب، وكانتا المشرفتين، اللتان كانا حينها في عمر العشرين والواحد والعشرين، اعترفتا بالواقعة أمام النيابة وبرروها بمحاولة تهذيب الأطفال الذين يبلغون من العمر تسعة سنوات فقط، وكانت الواقعة قد تم الكشف عنها من خلال الكشف الدوري على الأطفال عن طريق الطبيبة المختصة، بينما أكدت حينها مديرة الجمعية بأن الحادث فردي، فيما تم حبس المتهمتين.

وبالعودة لعام 2014، وقعت حادثة من نوع آخر داخل دار أيتام قد تكون أكثر بشاعة، ففي مدينة العاشر من رمضان التابعة لمحافظة الشرقية، قام مشرف دار أيتام بالاعتداء جنسيًا على الأطفال الذي كان من المفترض أن يكونوا تحت رعايته، وبرر حينها المشرف فعلته قائلًا إن الأمر كان خارج عن إرادته مؤكدًا حسن معاملته للأطفال وحبه لهم، وفيما كانت التقارير تشير إلى اعتدائه على ثمانية أطفال، أكد أنه يتعرض للظلم لأنه اعتدى على ثلاثة فقط!

وكشف المشرف بعد ضبطه عن تعرض الأطفال للتعذيب على يد مشرف آخر، ووجهت النيابة للمشرف تهمة هتك عرض أطفال قصر.

محافظ الجيزة يزور دار أيتام مكة المكرمة بالهرم التي شهدت واقعة ضرب الأطفال ويلتقي زوجة الجاني

ولم تكن تلك أيضًا أولى حوادث الاغتصاب في دور رعاية الأطفال، فقد وقعت حادثة مماثلة أيضًا قبل عامين، تضمنت الاعتداء على ثمانية أطفال بدار أيتام بمنطقة الدقي بالقاهرة، كان ذلك قبل عامين، حين اتهم مدير إحدى المؤسسات مهندس كمبيوتر بالتعدي جنسيًا على ثمانية من فتيات الدار البالغات من العمر ثمانية إلى عشر أعوام، مستغلًا انشغال مشرفي الدار، داخل مبنى المؤسسة، وقد تم تحويل المهندس إلى النيابة حيث استمعت لأقوال الأطفال واللاتي أكدن تعرضهن للاعتداء تحت التهديد، فيما قامت النيابة بعرضهن على الطب الشرعي وحبس المتهم.

وأثارت القضية الرأي العام حينها وطالب الجميع بتفعيل إشراف الوزارة والهيئات المعنية، وتشديد قبضتها على تلك الجمعيات ودور الرعاية، والتي اعتبرها خبراء علم الاجتماع «قنبلة موقوته»، لكن يبدو وأن الجميع كان «يؤذن في مالطا»، كما يقول المثل الشعبي، حيث تتجدد تلك الحوادث وتتكرر، آخرها في دار أيتام بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة، يحمل اسم «مكة المكرمة»، فقد ظهر فيديو مسجل لمدير الدار معذبًا الأطفال عقابًا لهم على مشاهدة التليفزيون دون أذنه، فيما أعلن زوجته بعد انتشار الواقعة أنها هي من سجلت له هذا الفيديو.

محافظ الجيزة يزور دار أيتام مكة المكرمة بالهرم التي شهدت واقعة ضرب الأطفال ويلتقي زوجة الجاني

ومن جانب وزارة التضامن الاجتماعي، صرحت الوزيرة غادة والي لـ«المصري اليوم» قائلة إن الوزارة لن تتراجع عن معاقبة المقصرين، لكن المثير في الأمر عدم تعليقها على الفعلة ذاتها بقدر تركيزها على ترجيح وجود جانب كيدي من جانب الزوجة في تسريب الفيديو نتيجة خلافات بينهم، وهو الموضوع الذي لا يعني الرأي العام بقدر ما يعنيه مضمون الفيديو، إلا أن الوزيرة، والتي رفضت عرضًا من دار الأورمان بضم الأطفال، قررت عرضهم على أخصائيين نفسيين قبل تحويلهم إلى دار آخر تابع للوزارة».