عجلة الزمن

كتب: اخبار السبت 02-08-2014 20:40

يبدو أن سرعة عجلة الزمن أسرع من أمريكا وأوروبا فى تفهمهم للعالم العربى.. فهم مازالوا يفكرون بمنطق قديم.. فى تحليل الفكر الشرق أوسطى.. يرون العرب بمنظار وفكر عفا عليه الزمن.. مشكلة الشرق الأوسط لم تعد هى كما كانت فى ستينيات القرن الماضى.. قطعة أرض رحبة مسطحة عليها بشر لا يعرفون عنها شيئاً سوى اسمها.. وهم يعلمون كل شىء.. ومن حقهم حكمها أو تقسيمها لصالحهم ولصالح حلفائها وأصدقائها.. هذا يفسر ما يحدث الآن على الأرض الفلسطينية من تدمير واسع المدى لكل المبانى والمنشآت لضمان أمن إسرائيل.. تقول إسرائيل: الأموال التى تمنح لفلسطين بموافقتنا كلها تنفق على بناء الأنفاق وشراء السلاح، إسرائيل تتدعى أنها تريد السلام، وتمد يدها إلى الفلسطينيين ولا تجد من تصافحه!..

واليوم تنتقم منهم لأنهم تطاولوا على سكان المستوطنات!.. إن معدل تصفية الشعب الفلسطينى مستمر بانتظام منذ مذبحة صابرا وشاتيلا عام 1982 حتى اليوم.. إسرائيل تقول إن أمن إسرائيل هو الأساس وهو الأهم قبل أى شىء آخر، وهو خط أحمر لا يجب الاقتراب منه.. أما الحدود والسكان الفلسطينيون فمباح لهم أن يقتلوهم وأن يحرقوا أراضيهم ومساكنهم.

الحكومة الإسرائيلية تريد نزع السلاح الفلسطينى قبل أى تفاوض أو اتفاقية لوقف عمليات التصفية والتدمير، والفلسطينيون يريدون وقف القتال، ولو بهدنة قصيرة لجمع الأشلاء المتناثرة.. ماذا تبقى من فلسطين ومن العراق وسوريا حتى نقول إن هناك اتفاقية جديدة على غرار اتفاقية سايكس بيكو، لإعادة تقسيم تركة الرجل المريض؟.. هل يعود الزمن للوراء، ونستشعر أننا أمة واحدة وأمام تقسيم جديد؟.. الحقيقة أنه لم يتبق شىء يستحق البكاء!..

والتقسيم لا يتم سراً بل علناً وأمام أعيننا.. وأعلنته وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس منذ 9 سنوات مضت.. بالتأكيد أن الزمن لن يتكرر مرة أخرى، ولن ترجع عجلة الزمن إلى الوراء.. بل هى تتقدم إلى الأمام بل تقفز أمام أعيننا لإعادة رسم المنطقة العربية وتقسيمها إلى عدة دول.. أو بالأصح إلى قبائل عرقية.. لا صوت لها ولا تأثير على من حولها.. وتظل الدول العربية كلها متخلفة عن الحضارة.. ويبقى القرن القادم قرناً أمريكياً خالصاً!

عميد ملاح بالمعاش محمد عبدالسميع عامر مراد