تجددت الخلافات داخل «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، قبل أيام من تنظيم الفعاليات التي دعا لها تحت مسمى «انتفاضة القصاص» لإحياء ذكرى فض اعتصام «رابعة العدوية» و«نهضة مصر»، بسبب إصرار جماعة الإخوان المسلمين، على استمرار المظاهرات، ورفضها الحلول السياسية.
وهاجم قيادات بالتحالف الجماعة، بسبب مواقفها، في الوقت الذي أعلن فيه التحالف، مشاركة قواعد حزب النور في مظاهرات ذكرى فض الاعتصام.
وقال راضي شرارة، القيادي بحزب الوطن، أحد أحزاب التحالف، «تدعو الجماعة لاستمرار الثورة والمظاهرات إرضاءً للشباب، دون الاتفاق على خطة معينة»، مضيفًا «لدى السياسيون خياران أحلاهما مر، أولهما اإخوان والتجربة المريرة معهم، والثاني العسكر الذين ﻻيعرفون سوى القوة الغاشمة»، ولفت إلى أن محاولة «الإخوان» إعادة الثقة من خلال فتح صفحة جديدة مع الجميع لم تفلح.
وشن، في بيان صادر السبت، هجومًا على الجماعة، بقوله «للإخوان لغتان، العصا والجزرة، فإن كنت مطيعًا منفذًا لأمر الإخوان أكثر من الإخوان أنفسهم أبرزوك وفتحوا لك المجال واإعلام، وإن كنت تعارض وتكشف الخطأ، سلطوا عليك من هو إخواني أكثر من الإخوان، ليهاجمك ويدعى عليك ما لم يكن فيك، كما ظهر واضحًا في الهجوم على بعض رموز التحالف مثل الدكتور عماد عبدالغفور والشيخ عبود الزمر والدكتور باسم خفاجي وممدوح إسماعيل والدكتور يسري حماد».
وخاطب «شرارة» جماعة الإخوان المسلمين «كونكم كبير التحالف، ﻻيسمح لكم بالقطع في الأمور وحدكم، لأنه عمل مشترك ضحى الجميع من أجله»، لافتًا إلى أن الجماعة «تمارس الديكتاتورية في اتخاذ القرارات المهمة في التحالف ثم تعلن أن جميع مكونات التحالف شاركوا في اتخاذها، وهو الأمر غير الحقيقي، والذي حدث في إعلان (بيان القاهرة) و(وثيقة بروكسل)».
وتابع «إن مرور عام كامل به أحداث جسام، يجعلك تفكر مرارًا وتكرارًا في تقييم العمل، والبحث عن مواطن الخلل، وليس عيبًا أن يجلس التحالف لنظر ما آلت إليه الأمور».
وقالت مصادر داخل «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، إنه تمكّن من إقناع عدد كبير من قواعد حزب النور بالمشاركة في فعاليات «انتفاضة القصاص»، لافتة إلى أن قواعد الحزب السلفي في المحافظات ترفض تمامًا سياسات قيادات الحزب «بعد انخفاض شعبيته بشكل غير مسبوق».
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم ذكر أسمائها، أن قيادات في الجبهة السلفية، أحد مكونات التحالف، تقود عملية التواصل مع السلفيين في كافة المحافظات، ومنهم قواعد حزب النور، للمشاركة في الفعاليات المقبلة، مشيرة إلى أن هناك رغبة لدى عدد كبير من قواعد الحزب في ذلك، خاصة محافظات الصعيد ومطروح وسيناء.
وأشارت المصادر إلى أن قواعد «النور» تحاول من خلال المشاركة استرداد شعبيتهم في الشارع، بعد أن تراجعت كثيرًا مؤخرًا بسبب آراء ومواقف قياداته خلال الفترة الماضية.
في سياق مواز، حذرت قيادات حزب النور، أعضاها بالمحافظات من المشاركة في فعاليات إحياء ذكرى فض اعتصامي «رابعة» و«النهضة».
وذكرت مصادر داخل الحزب، طلبت عدم ذكر أسمائها، أن رئيسه الدكتور يونس مخيون، كلف أمناء الحزب بالمحافظات بمراقبة تحركات أعضاء الحزب، والتهديد بتوقيع عقوبات شديدة على من يخالف قرارات الحزب.
وقال الدكتور شعبان عبدالعليم، الأمين المساعد لحزب النور، إن حزبه يحذر أعضائه من المشاركة في أي مظاهرات، مؤكدًا أن قواعد حزبه ستلتزم بتلك القرارات وستقاطع الفعاليات سواء كانت صادرة من جماعة الإخوان المسلمين أو أي تنظيم آخر.
واضاف لـ«المصري اليوم» أن المشاركة في المظاهرات في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد، ستؤدي إلى زيادة الفوضي في الشارع.