قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن «مصر في حرب حقيقية، حرب وجود، والقادم يحتاج لتضحيات، ولن نحصل على الأمان والاستقرار الكامل في يوم وليلة، ولكن باستراتيجية تتضمن الجانب الاقتصادي وتضافر كل الجهود».
وأضاف السيسي، في مؤتمر صحفي مشترك، السبت، مع رئيس وزراء إيطاليا ماتیو رینزي، «لابد من الاعتراف بعدم وجود قوات ليبية لتأمين الحدود، ونحن انتبهنا لهذا بمجرد سقوط النظام الليبي، ووضعنا قوات لتأمين الحدود»، مشيرا إلى أن مصر تتابع ما يدور في ليبيا بشكل دقيق، وهناك تحريات لمواجهة ولفت إلى أهمية ما ينشر في وسائل الإعلام وتقدير تأثيره على الملايين.
وحول ما إذا كان إعلان الخلافة الإسلامية في بنغازي يُزعجه، أوضح السيسي: «ما يعنيني هو أمن واستقرار مصر، والقضية ليست كذلك، فكل شعب حر في اختيار قادته ونظامه، لكن هل الشعب الليبي حر في اختياراته، فالبرلمان الليبي يعبر عن الشعب، وزيادة العنف تدل على عدم الرضا عن الوضع، وأنا أحترم خيارات الشعب الليبي وأقدرها، ولدي حدود ممتدة مع ليبيا تؤمنها مصر فقط، وهي مليئة بالسلاح ومتطرفون ينفذون عمليات ضد مصر».
وتابع: «منذ التفويض الذي طلبته لمواجهة عمل إرهابي محتمل، تصور الناس أن هذا إجراء ينتهي في يوم، والإعلام مسؤول عن ذلك»، مضيفا: «تحدثت من سنوات طويلة في بحث عن استراتيجية مكافحة الإرهاب، وضرورة مواجهة أسبابه، التي يتمثل أحدها في أنه يستخدم لتحقيق أهداف دول، فلابد من معالجة الجهل والفقر، وجمود الخطاب الديني وعدم تطوره يصطدم مع الإنسانية والتعليم».
من جانبه، قال رينزي: «ندعم كل جهود مكافحة الإرهاب، ومستعدون للمشاركة في أي مؤتمر دولي، ونعلم أن المهمة الأساسية هي العمل اليومي للحكومات والتعاون الدولي»، وتابع: «أتفق مع حديث السيسي، وأشدد على الرابط الوسيط بين التعاون الدولي والحد من خطر الإرهاب، الذي يحارب بالعدل والتنمية والرخاء»، مطالبًا أوروبا بمراجعة سياستها الخارجية والنظر إلى منطقة الشرق الأوسط كقلب الاتحاد الأوروبي.