شهداء رفح في ثلاجات «الخضار» بعد قصف المستشفيات

كتب: الأناضول السبت 02-08-2014 11:41

ما من «كاميرا» تتجول الآن في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة كي تلتقط صوراً للموت هناك، وتتعثر بالدم النازف في كل زقاق وحي، وشارع، وبركام ما دمرته قنابل وقذائف القصف الإسرائيلي.

وما من طريق آمن لسيارات الإسعاف، أو حتى طواقم الصليب الأحمر للمرور، وانتشال جثامين الشهداء، الذين تم الإلقاء بالعشرات منهم في ثلاجات الخضار، وفق تأكيدات مسعفين قالوا إنّ الشهداء ينقلون إلى ثلاجات الخضار لحفظها من التحلل والعفن، فيما ينزف الجرحي على أرصفة الطرقات.

ووفق الإحصائيات الأولية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، فإن حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على رفح منذ يومين إلى 101 شهيد وما يزيد على 400 جريح في عدة مجازر جراء سقوط عشرات القذائف وتنفيذ الغارات على السكان المدنيين، ولا مقدره لدى المستشفيات الصغيرة جدا في رفح على التعامل مع بشاعة العدوان الإسرائيلي، وشدته كما تقول سُهاد خضر، التي يختفي صوتها أمام اشتداد القصف.

وتعرض مستشفى «أبويوسف النجار»، أكبر وأهم مستشفيات مدينة رفح، لقصف من المدفعية الإسرائيلية، ما اضطر إدارة المستشفى إلى إخلائه تماما، والامتناع عن نقل جرحى الغارات الإسرائيلية إليه خشية من استهدافه مجددا، وتقول «خضر»، إنها تشاهد من شرفة بيتها جرحى ينزفون حتى الموت، وأنه في كل دقيقة تمر يزداد القصف بشاعة وعنفا، ولا تستطيع سيارات الإسعاف الخروج من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بسبب كثافة الغارات الإسرائيلية التي تستهدفها منذ صباح الجمعة.

ولا يمكن للصورة في رفح أن يتم اختصارها هذه المرة بكلمتين: «إنّها مجزرة»، فالأمر كما يقول أمجد أبوعيطة، أحد المحاصرين في مدينة رفح، أكبر من المجازر، والمحارق، وحتى جرائم الإبادة، ويأتي صوته مخنوقا وهو يُضيف: «لا يوجد مستشفيات، وضعنا الموتى في ثلاجات الخضار، الجثث تنتشر في كل مكان، والأرقام التي تخرج لا شيء أمام هول المصيبة تحت ركام البيوت، والأنقاض، محاصر أنا وعائلتي، لا ندري كيف نخرج، وماذا نفعل».

ونال القصف الإسرائيلي في رفح وفق «أبوعيطة»، كل شيء ساكن، ومتحرك، فما من شجرة، ولا مستشفى، ولا دراجة، ولا شارع، ولا بيت إلا وناله القصف والتدمير.

ووصف الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، ما يجري في رفح بـ«جريمة الحرب»، وقال، إنّ الطواقم الطبية عاجزة عن دخول مدينة رفح لإنقاذ المصابين.

وأضاف: «نطالب الجهات الدولية، بالتدخل لأجل توفير طرق آمنة للإسعافات، كي نرسل المصابين إلى المستشفيات الأخرى في مدينة خان يونس».

ودمرجيش الاحتلال مستشفى «أبويوسف النجار»، وما تبقى من المستشفيات لا يصلح لاستقبال الجرحى، وإجراء عمليات جراحية للمصابين.