ما لا تعرفه عن لقبَي الرئيس والمشير في «الحربية»

كتب: معتز نادي الخميس 31-07-2014 23:38

في الثلاثينيات من القرن الماضي، داخل أروقة الكلية الحربية المصرية، تعرف الطالب «جيمي» على «صديق العمر»، «روبنسون»، وأصبحا يتحركان في طريقهما سويًا بداية من الدراسة مرورًا على ساحات الحروب، وانتهاءً بـ«مأساة إغريقية» كُتبت فصولها عام 1967.

ربما لا يعرف كثيرون أن لقب «جيمي» كان من نصيب طالب الكلية الحربية، جمال عبدالناصر، الذي تولى رئاسة مصر، وإلى جواره، آنذاك، القائد العام للقوات المسلحة، المشير عبدالحكيم عامر، الذي اشتهر باسم «روبنسون».

ويحكي اللواء أركان حرب عبدالواحد عمار، مدير الكلية الحربية الأسبق، وفقًا لما نشرته «ذاكرة مصر المعاصرة»، التابعة لمكتبة الإسكندرية، قصة حصولهما على لقبي «جيمي» و«روبنسون».

ويكشف «عمار»، الذي كان المدير الأول للكلية الحربية، بعد قيام ثورة يوليو 1952، أن «جمال وعامر التقيا لأول مرة في الكلية الحربية على مقاعد الدراسة، ولو أن جمال التحق بها في الدفعة، التي سبقت عبدالحكيم».

ويضيف: «كان جمال شغوفًا بالمطالعة، وكثير ما كان يقضي فترة راحته اليومية في المكتبة، حتى ليخيل لي أنه أتى على جميع محتوياتها من الكتب، وقتئذ، وفي المكتبة وجد جمال طالبًا آخر يزاحمه كُتبها، وكان الطالب هو عبدالحكيم عامر».

ويمضي قائلًا: «على مائدة العلم والثقافة توثقت الصلات بين جمال وعبدالحكيم، والتقت منهما الأهداف، وقامت بينهما صداقة قوية، طاب معها أن ينادي صديقه باسم (جيمي)، كما طاب لجمال أن ينادي صديقه باسم بطل القصة المشهور، روبنسون كروزو)».

وروبنسون كروزو فتى مغامر وجد نفسه في عزلة على جزيرة عقب رحلة بحرية كافح بعدها للوصول إلى بر الأمان، وفقًا لرواية الإنجليزي، دانيال ديفو.

وسبب حصول «عامر» على اسم «روبنسون» هو «حبه للمطالعة والترحال والابتكار»، وفقًا لـ«عمار»، الذي كتب أنه «لا يعرف المستحيل».

وحاز لقبا «جيمي» و«روبنسون» على شهرة واسعة بين طلاب الكلية الحربية، حيث يوضح «عمار» عن متانة الصداقة التي جمعت بين الطالبين، آنذاك، فيقول: «كنت إذا رأيت جيمي فلابد أن أرى روبنسون بجانبه، وكانا مجتهدين جدًا، مثابرين على الدراسة واحترام اللوائح والنظم العسكرية، احترامًا شديدًا».

كما كشف «عمار» في سطوره أن عبدالناصر حصل على لقب ثان أثناء دراسته في «الحربية»، كاتبًا: «جمال أبدى كفاية عسكرية وأخلاقًا ممتازة أثناء دراسته، جعلته يرتقي إلى رتبة أومباشي طالب، وهي رتبة لا يظفر بها إلا الطالب الأمثل بين طلبة الكلية الحربية».

عبد الناصر أقصى اليمين.. وعامر أقصى اليسار بالصف الثالث