تواصل «المصري اليوم» نشر نص التحقيقات في قضية هروب سجينين شديدي الخطورة من سجن المستقبل بالإسماعيلية، فجر أول أيام العيد، والمتورط فيها أمينا شرطة بالحصول على رشوة مقابل تهريب المسجونين، واتهام مأمور السجن ونائبه و7 ضباط بالسجن بتهم الإهمال والتقصير.
وكشف أمين الشرطة المتهم محمد صفوت، في تحقيقات نيابة مركز الإسماعيلية، والتى أجراها المستشار شادى راتب، مدير النيابة، أن زميله أمين الشرطة، أحمد فتحى، كان قد عرض عليه قبل شهر تقريباً مبلغ 300 ألف جنيه مقابل تهريب السجينين، إلا أنه رفض بسبب ضعف المبلغ. وأضاف: «قلت لزميلى مش هروح في داهية علشان 300 ألف جنيه.. أنا عندي عيال وخايف عليهم».
وتابع: «أبلغني زميلي بأنه كده كده هيهربوا، والموضوع مسألة وقت مش أكتر، وكـل عيش أحسن»، مشيراً إلى أنه شاهد المتهم الأول «فتحي» مع المسجونين قبل هروبهما أكثر من مرة أثناء اتفاقهم على الهرب.
وأنكر المتهم في التحقيقات التهم الموجهة إليه، وقال إنه لم يفتح باب العنبر للهاربين. وواجهته النيابة بأقوال زميله «فتحي»، الذي اعترف بالواقعة، فرد «صفوت» على كل الأسئلة بـ«معرفش» أو «محصلش».
وأضاف أنه غادر السجن بعد الحادث بساعات لقضاء إجازته، ولم يهرب، وأنه فوجئ بقوات الأمن تداهم منزله وتلقي القبض عليهم، وتبلغه أنه متهم في قضية تهريب مساجين، وأنكر تسهيله عملية الهروب.
وتضاربت أقوال المتهمين في أماكن تواجد كل منهما وقت هروب السجينين، حيث قال «فتحي» إنه كان مع «صفوت» بطريق البلاجات بوسط المدينة، بينما أكد الأخير أنه كان يشتري ملابس للعيد مع الأول، وبعدها أصيب «صفوت» بحالة من الارتباك، واعترف تفصيلاً بالإهمال الجسيم وتهريب المتهمين.
وأوضحت تحقيقات النيابة أن أمين الشرطة أحمد فتحي، الذي دخل إلى السجن بالسيارة الملاكي ذات الزجاج الداكن، تلقى وعداً من أسرة السجينين أن يسلموه مبلغ 500 ألف جنيه مقابل تهريبهما، وحصل منهم بالفعل على دفعة أولى مبلغ 100 ألف جنيه، فضلاً عن وعد بتسفيره إلى الكويت بعقد عمل مغرٍ.
وأفادت التحقيقات التي أجراها المستشار هيثم فاروق، رئيس النيابة، مع عدد من نزلاء العنبر الذي كان يضم السجينين الهاربين، أن أمين الشرطة، المسؤول عن العنبر دخل إلى السجينين قبل عملية الهروب بساعة تقريباً، وتحدث معهما بصوت خفيض، ولم يسمع أحد من المساجين ماذا قال لهما. وقال النزلاء في التحقيقات إن أمين الشرطة محمد صفوت، هو الذي كان يقف أمام العنبر، وفى الساعة الرابعة فجراً، فوجئوا بباب العنبر يفتح، وقال أمين الشرطة للسجينين: «يلا علشان النيابة طلباكم». وأضاف النزلاء أنهم استغربوا من هذا الطلب، لعلمهم أن النيابة لا تحقق مع أحد في الرابعة فجراً، ثم علموا بهروبهما في الصباح.
وأكدوا أن الهاربين كانا يلقيان معاملة «خمس نجوم»، ويخرجان للتريض في أي وقت متى أرادا، ويتحدثان في هواتفهما المحمولة أمام أمين الشرطة دون اعتراض، وأن النزلاء لم يعترضوا على ذلك لأنهم أحياناً كانوا يحدثون أسرهم من هاتف السجينين الهاربين. وقال أحد النزلاء أن أمين الشرطة كان يختلى بالسجينين لفترات طويلة أمام العنبر.