خبراء سياسيون : علاقات مصر الخارجية تتحسن إذا تولى «البرادعي» السلطة .. ومواقفه تجاه العراق وإيران تضيف إليه كرئيس " محتمل"

كتب: علا عبد الله ‏ السبت 05-12-2009 20:15

بعيداً عن واقعية سيناريو خوض الدكتور «محمد البرادعي» المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، للانتخابات الرئاسية عام 2011، واحتمالية فوزه بمنصب رئيس الجمهورية، حتى وإن كان الأمر "مستحيلا" بحسب تعبير خبراء سياسيين، فإن السيناريو المفترض يطرح عدداً من التساؤلات حول ما إذا كانت مواقف البرادعي الرسمية تجاه بعض الملفات الدولية خاصة ملفي إيران والعراق وأمريكا يمكن أن تؤثر على العلاقات الدولية لمصر في حالة ما صدق سيناريو التغيير وصار البرادعي رئيسيا للجمهورية.

اتفق عدد من الخبراء السياسيين على أن مواقف البرادعي التي اتخذها كمديرعام الطاقة الذرية خلال السنوات الخمس الماضية خاصة تجاه الملفين العراقي والإيراني تضيف إليه كرئيس دولة محتمل، وتزيد من ثقل مصر في علاقاتها الخارجية إذا ما تولى الرئاسة.

وشدد الدكتور «حسن نافعة» أمين منتدى الفكر العربي، وأستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، على أن مواقف البرادعي لن تؤثر على العلاقات الخارجية المصرية، موضحاً أنه شخصية نزيهة ومواقفه نابعة من كونه منفذ لقرارات مؤسسة دولية "هو ليس صانع القرار فيها".

وقال نافعة إن البرادعي أدى ما عليه وأكثر طوال فترة عمله كمدير للوكالة، ومواقفه كانت "أكثر نزاهة وشفافية مقارنة بغيره"، فلا أحد ينسى موقفه تجاه الحرب على العراق عندما قال للأمم المتحدة إن الوكالة لم تجد أسلحة دمار شامل وإنها تحتاج مزيداً من الوقت لتتأكد من مزاعم الولايات المتحدة.

وعن تأثير مواقفه مع إيران وأمريكا على العلاقات المصرية مع إيران وأمريكا، أكد  نافعة أن العلاقات مع طهران "لن تكون أسوأ مما هي عليه الآن وإنما العكس"، لافتاً إلى أن البرادعي إذا أتى إلى السلطة "لن يكون على كاهله اتفاقية كامب ديفيد في علاقاته مع الدول العربية والإسلامية بما سيكسبه تأييد الجميع".

وفيما يتعلق بالولايات المتحدة، شدد  نافعة على أنه "لايهم إذا كان فكر رئيس الدولة المقبل  يتماشي مع رؤية الإدارة لأمريكية أم لا ، وإنما الأهم هو أن يتفق مع طموحات الشعب المصري".  

وأضاف أمين منتدى الفكر العربي، أن البرادعي صنع صورته وشخصيته كموظف دولي نزيه ذو خبرة دولية ودبلوماسية بما يدل على أنه سيتجه بالعلاقات الخارجية لمصر إلى الأفضل، مشيراً إلى أنه الوحيد الذي تم انتخابه لثلاث دورات متتالية لرئاسة الوكالة أعوام 1997، 2001، 2005 على الرغم من أن مصر لم ترشحه لنيل هذا المنصب من البداية.

وطالب أستاذ العلوم السياسية، بأن يتولى البرادعي وزارة في إطار فترة انتقالية" خلال العامين المقبلين مع بقاء الرئيس مبارك كرمز للمؤسسة الأمنية، ولكن يتم إعطاء البرادعي صلاحيات واسعة لإعادة الدولة المصرية، موضحاً أنه في حالة غياب هذا الاختيار فمن الأفضل أن يخوض الانتخابات كمرشح لفترة رئاسية واحدة يستطيع من خلالها إعادة بناء المؤسسة المصرية".

من ناحيته ، رأى الدكتور «حسن أبو طالب» أستاذ العلوم السياسية ، ورئيس تحرير التقرير الاستراتيجي العربي بمركز الأهرام، أن مواقف البرادعي لم تكن يوماً مواقف شخصية وإنما مواقف اتخذها في إطار مهام منصبه كمدير عام لوكالة الطاقة الذرية وهو منصب يحكم قرارات الكثير من الاعتبارات الدولية.

واعتبر أبو طالب أن التنبؤ بتأثير مواقف البرادعي على العلاقات المصرية الدولية إذ ما تولى الرئاسة أمراً " سابق لأوانه " خاصة وأن الظروف والمواقف والعلاقات السياسية بعد عامين ستكون مختلفة تماماً عن الواقع الحالي وخاصة العلاقات المصرية – الإيرانية ، فضلاً عن أن تنفيذ المقترحات التي تقدم بها لن تحدث إلا بعد 50 عاماً على الأقل.

وأصرت الدكتورة «نهى بكر» أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن مواقف البرادعي الدولية لن تؤثر على علاقاته كرئيس دولة "محتمل"، فلقد تميز بمواقفه المعتدلة وغير المتشددة تجاه القضايا التي تعامل معها بما يكسبه احتراماً وترحيباً من الدول العربية والإسلامية فضلاً عن التأييد الدولي والعالمي.

ووصفت نهى تصريحات البرادعي الأخيرة بشأن الترشيح " المستحيل " للرئاسة بأنها " تحريك للمياه الراكدة " في مصر لخلق مناخ سياسي صحي قبل الانتخابات الرئاسية عام 2011 يساهم في الإصلاح.

وقالت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن مواقف الوكالة تجاه إيران لن تؤثر على البرادعي خاصة أنه كان يتفاوض مع طهران طوال الفترة الماضية في إطار الشريعة الدولية دون أي صدام دولي، مضيفة أنه لو أراد البرادعي معاقبة إيران لطلب من مجلس الأمن توقيع عقوبات عليها وفقا للفصل السابع في اتفاقية الحد من انتشار السلاح النووي.